اضطر أهالي بلدة مضايا المحاصرة في ريف دمشق الغربي إلى أكل لحوم القطط، بسبب الوضع المأساوي الذي تعيشه البلدة، نتيجة الحصار المطبق الذي تفرضه قوات الأسد وميليشيا حزب الله اللبناني، منذ أكثر من 200 يوم على التوالي.
ونشرت صفحة “أدبيات الحصار في مضايا” على موقع التواتصل الإجتماعي “فيس بوك” صورة لعملية ذبح الأهالي للقطط وأكلها، وذلك على ضوء تساقط الثلوج التي حجبت بدورها “الأعشاب والحشائش” التي اضطر الأهالي إلى أكلها سابقاً، نتيجة انعدام الطعام في البلدة المحاصرة.
وعلقت الصفحة على صورة ذبح القطط بالقول :لم نعد بحاجة لفتاوى الشيوخ لكي نأكل لحم القطط ،لأننا وِضعنا بيت حدين للسيف.. أما الموت جوعاً أو بالألغم التي تحيط بسجننا”.
يأتي ذلك بعد يومين من إقدام شاب سوري من عرض “كليته” للبيع، على أن يعود ثمنها إلى الأهالي المحاصرين في مضايا.
يشار أن بلدة مضايا المحاصرة التي تضم نحو 50 ألف مدني تعاني من أوضاع إنسانية صعبة، حيث بلغ عدد الشهداء الذين ارتقوا بسبب الحصار إلى 70 شهيد، وفق المجلس المحلي لمدينة مضايا، قضى معظمهم بسبب الجوع وانعدام الدواء، بينهم 7 أطفال خدج، في حين استشهد عدد من شباب البلدة بسبب انفجار الألغام التي زرعتها قوات الأسد وميليشيا “حزب الله” بمحيط البلدة، وذلك خلال محاولتهم التسلل لإدخال بعض الطعام والدواء.
وازدادت معاناة المدنيين المحاصرين في “مضايا” مع انخفاض درجات الحرارة بشكل كبير وتساقط الثلوج، على وقع تحذيرات أطلقها ناشطون من احتمال ازدياد الوفيات بسبب البرد والجوع، خصوصاً مع فقدان وسائل التدفئة وانعدام الكهرباء.
والجدير بالذكر هنا، أن قوات الأسد ومن ورائها الأمم المتحدة تنصلت من تعهداتها بإدخال المساعدات الغذائية والإنسانية إلى مضايا، وذلك في خرق لبنود اتفاق الهدنة بين “جيش الفتح” وإيران، حيث اتهم مدير المشفى الميداني وعضو المجلس المحلي في مدينة الزبداني “عامر برهان” عبر “أورينت نت” الأمم المتحدة بخرق اتفاق “الزبداني الفوعة”، لعدم إرسال قافلة مساعدات إلى مدينة مضايا المحاصرة منذ أكثر من 200 يوم، والتي كان من المفترض دخولها المدينة يوم الأربعاء الماضي، داعياً “جيش الفتح” إلى الضغط سياسياً وعسكرياً، بهدف اجبار نظام الأسد على تطبيق بنود الاتفاق.
أورينت نت