شهدت مدن وبلدات الغوطة الشرقية أفراحا عارمة بعد تحرير مدينة إدلب من نظام الأسد، حيث استبشر المدنيون أن يكون هذا التحرير بوابة جديدة لتحرير كافة المدن السورية.
فرحة وتساؤل!
رغم الحصار التي تفرضه قوات الأسد على الأهالي في الغوطة الشرقية والقصف المستمر الذي يتعرضون له، إلا أن الأهالي تابعوا أخبار معركة إدلب لحظة بلحظة عبر التواصل مع قادة من أحرار الشام وفصائل أخرى متواجدين في المنطقة، وعند الإعلان عن تحرير المدينة بشكل كامل انتشرت الأفراح بين الأهالي والثوار المنتشرين في المدن والبلدات، حيث أشار الناشط (أبو جاسم): ” الفرحة ليست لأهالي إدلب فقط بل لجميع السوريين في الداخل والخارج على اعتبار أن تحرير المدينة أعاد الأمل للجميع بسقوط الأسد في القريب العاجل، بعد فترة شهدت خيبات آمل كبيرة بين أبناء الغوطة الشرقية إثر سقوط بلدة المليحة وعدد من المناطق في ريف دمشق بيد شبيحة الاسد ومليشيا حزب الله”.
وتابع الناشط (أبو جاسم): ” الفرحة بتحرير إدلب رافقها تساؤلات من قبل المدنيين حول ماذا يتقص الكتائب المتواجدة في الغوطة الشرقية لفك الحصار عن المنطقة وإطلاق معركة دمشق، فالغوطة تضم أعدادا كبيرة من فصائل الجيش الحر والكتائب الإسلامية، ومن غير المنطق أن تتذرّع بعض الفصائل المعروفة في كل مرة أن السبب الرئيسي لعدم بدء معركة حاسمة مع نظام الأسد تتمثل في القضاء على خلايا داعش أولا، فهذه المبررات أصبحت معروفة للجميع، فقوات الأسد حاليا فقدت قسما كبيرا من قوتها وأصبحت مخلخلة إلى درجة كبيرة ومن السهل اختراق تحصيناتها في المناطق التي تسيطر عليها في مناطق العتيبة والمرج”.
تفاؤل في المستقبل
واعتبر (محمد)، من سكان مدينة (حرستا) “تحرير إدلب جاء ثمرة لاندماج أقوى الفصائل في محافظة إدلب ضمن غرفة عمليات واحدة، وهذا ما ينقصنا في الغوطة الشرقية حيث حتى الآن لا توجد غرفة عمليات مشتركة بمعنى الكلمة، فجميع الفصائل تهتم لخدمة مصالحها الشخصية على حساب المدنيين، وكنت أمل أن تنطلق معركة جديدة في نفس توقيت معركة إدلب ولكن يبدو أن معركة دمشق خارجه من حسابات الثوار في الوقت الراهن”.
أما الناشط (محمد أبو كمال) من بلدة (حمورية) بريف دمشق فيقول: ” المدنيون في بلدة حمورية كانت مشاعرهم مختلطة بين الفرحة بتحرير إدلب والحسرة على عدم تحرير مدينة دمشق حتى الآن، فالأوضاع هنا صعبة للغاية في ظل الحصار المفروض علينا، فالأجواء تسودها الفرحة والأمل بتحرير كافة المناطق السورية مستقبلا من نظام الأسد والذي بات عاجزا عن خلق أي معركة جديد لاقتحام الغوطة”.
ويطالب الأهالي في الغوطة الشرقية وريف دمشق الجنوبي جميع فصائل الثوار في الغوطة أن ينسوا الخلافات الهامشية فيما بينهم وأن يتوحدوا في معركة واحدة “تقصم ظهر النظام” في المنطقة وتكون بوابة جديدة لتحرير مدينة دمشق.
أورينت نت