عاد الخوف من جديد لأهالي مدينة إدلب المسالمين، بعد اختراق النظام للهدنة كعادته، وصار لزاما عليهم من جديد التحلي بالصبر الذي أصبح صديقهم وسلاحهم الذي يخفف عنهم آلامهم وخوفهم من نظام لا يحترم الحقوق المدنية، ولا يميز بين البشر والحجر والشجر، فسياسته التي اعتاد عليها السوريون (الأسد أو نحرق البلد) للمناطق الخارجة عن سيطرته باتت مكشوفة للسوريين وللعالم أجمع الذي يتصف بصمت دولي، وعجز عربي عن إيقاف مجازره.
يقول أحد المصلين في جامع الجوهري من مدينة إدلب أبو زياد (40 عاماً) بعد الانتهاء من صلاة الظهر، استغرقت بالدعاء ولم أخرج من ، بعد لحظات علا صوت صفارات الإنذار معلنة غارة جوية واختراقا للهدنة بالمدينة، و ما هي سوى لحظات حتى علا فيها صوت طائرة الموت، أطلقت أحد صواريخها فانفجر بجانب المسجد، وبصوت عال صرخت” ما إلنا غيرك يا الله.. رحمتك تسبق غضب هلظالم بشار”.. ففي السماء من يجيب فلا نحزن ولا نخيب، أسرعت فرق الانقاذ لمساعدة الأهالي المصابين والمتضررين من القصف، كان أكثر ضحاياه الأطفال والنساء وهم الأكثر ضعفاً.. لقد فارق الحياة طفل لم يبلغ العاشرة من العمر سرق حقد النظام أغلى ما لديه روحه البريئة التي لم تقترف ذنباً إلا أنها من أبناء الوطن الجريح.. الذي أبيحت دماؤه الطاهرة”.
كما ويذكر أن مدينة إدلب واقعة تحت “هدنة وقف العمليات العسكرية في المناطق المحيطة ببلدتي كفريا والفوعة و منها مدينة إدلب ، مقابل وقف العمليات العسكرية في مدينة الزبداني بريف دمشق” مع العلم أن الاختراق للهدنة ليس الأول من نوعه، إذ قامت الطائرات الروسية والسورية بخرق الهدنة عدداً من المرات دون وجود رادع دولي يوقف النظام عن ارتكاب المجازر بحق المدنيين.
كما استهدف الطيران، ليل أمس المنطقة الصناعية بمدينة إدلب يقول سامي” الله لطف دخيل لطفه.. لمن وقع الصاروخ الروسي في المنطقة الصناعية.. الله حمى الناس وكانت الأضرار مادية.. لازم نوثق بربنا ونتوكل عليه أكتر شي.. ومارح نترك ها لبلد لبيت الأسد ولو شو ما صار”
يكشف أبو صلاح(35 عاما) من ريف إدلب المحررة عند حدوث اتفاقية الهدنة قرر العيش في المدينة كون الريف الذي يقطنه لا يلتزم بالهدنة وحرصاً منه على مشاعر الأطفال الصغار التي بات لهم صوت الطائرة المدمرة فلماً من الرعب وكابوساً يلاحقهم حتى في أحلامهم، ” استأجرت منزلا في مدينة إدلب ومع غلاء المعيشة أشركت أخي المتزوج مع عائلته آجار المنزل، والتزمنا العيش سوية.. والله يكون بعونا بعد اليوم ..وين رح ننزح.. من تشريد.. إلى تشريد، رجعت أعصابنا تتوتر ورجع الخوف لقلب أهالينا”.
وأضاف أبو مروان” حالة استياء عمّت بين سكان المدينة، ولكن تمسكهم بآمال استمرار الحياة، دفعهم في اليوم التالي إلى ممارسة نشاطاتهم اليومية، كون الحاجة ملحة، والأوضاع الاقتصادية صعبة فاللقمة كما يقولون مغمسة بالدماء”
– بيان الأحمد.
المركز الصحفي السوري