ريم احمد
التقرير السياسي ( 16 / 6 / 2015)
المركز الصحفي السوري.
خلُص اجتماع مجلس الوزراء التركي الذي عُقد بالأمس برئاسة رئيس الوزراء التركي “أحمد داود أوغلو” بتقييم شامل لأخر المستجدات على الساحة السورية وما خلفتها من نزوح الآلاف السوريين من تركمان وعرب منطقة تل أبيض باتجاه الأراضي التركية.
وقام رئيس هيئة الأركان التركية “نجدت أوزال” بعرض مفصّل لما يجري من اشتباكات بين عناصر تنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (PYD) والكتائب المساندة لها من الجيش السوري الحر وعناصر تنظيم الدّولة في منطقة تل أبيض والقرى المحيطة بها.
واستناداً لهذه التطورات، فقد رأت أنقرة أنّ هدف قوات التحالف الدّولي التي تقصف المنطقة بشكل مكثّف، هو إجبار أهالي تلك المنطقة إلى النزوح باتجاه الأراضي التركية وتطهير المناطق الشمالية لسوريا من كافّة الشّرائح والاعراق وجعلها منطقة نفوذ كردية من خلال سيطرت قوات الـ (PYD) على المناطق التي خلت من سكانها الأصليين.
كما أقرّ المجتمعون على أنّ السبب الرئيس الذي يكمن في امتناع دول التحالف من إقامة مناطق عازلة ومناطق حظر للطيران، إنما يعود إلى رغبة هذه الدّول في جعل المناطق الشمالية مناطق نفوذ كردية، وأنّ احتجاج هذه الدّول بالتكاليف الباهظة لهذه الخطوة إنما هي مناورة من أجل عدم تحقيق الخطة التركية الداعية لإقامة مناطق عازلة ومناطق حظر الطيران.
اما بالنسبة لموسكو فقد شددت وزارة الخارجية الروسية على ضرورة إلقاء الأضواء بصورة موضوعية على الأحداث الجارية في سورية ارتباطا بالأعمال الدموية التي يرتكبها “الإرهابيون”.
وأعرب بيان للخارجية الروسية عن الأسف لكون الكثير من وسائل الاعلام العالمية والإقليمية تفضل التركيز على مسؤولية “الحكومة السورية” عن مقتل المواطنين المدنيين وليس على الأعمال الصارخة “للإرهابيين” والمتطرفين الذين يحصلون على دعم خارجي ويرتكبون جرائم يومية ضد الشعب السوري.
وقال البيان “اننا ندعو من جديد الأطراف السورية التي تتمسك بالحفاظ على سيادة سورية ووحدتها أي “حكومة الجمهورية العربية السورية” والمعارضة للبحث بصورة فعالة عن سبل للتسوية عبر حوار سوري سوري ومباحثات على أساس بيان جنيف الصادر في الثلاثين من حزيران عام 2012 كما ندعو القوى الخارجية التي تملك تاثيرا على سير الأحداث في سورية لدعم هذه العملية بالعمل وليس بالأقوال”.
وكانت وزارة الخارجية الروسية أعلنت في نيسان الماضي عقب لقاء المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وافريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف مع وفد حكومة الجمهورية العربية السورية برئاسة الدكتور بشار الجعفري أن موسكو ودمشق أكدتا التزامهما بالتسوية السياسية في سورية من خلال الحوار السوري السوري من دون تدخل خارجي وعلى أساس بنود بيان جنيف 1 الصادر في 30 حزيران عام 2012 .
وأكدت الخارجية الروسية في بيانها أنه لا يمكن إلا عن هذا الطريق توفير الظروف اللازمة من أجل تلاحم السوريين بهدف القضاء على الإرهاب الدولي وإحياء السلام في سورية بما يخدم مصالح جميع السوريين.
في سياق ذا صلة بما سبقه، كشف سفير إسرائيل السابق لدى الولايات المتحدة، مايكل أورن، والذي يشغل اليوم منصب نائب في الكنيست، أن إسرائيل أحبطت هجوماً أميركياً على سورية في عام 2013.
ويذكر أورن، في كتاب له ينشره قريباً، تحت عنوان “رحلة في أنحاء الشرخ الأميركي الإسرائيلي”، أن “الاقتراح بنقل الترسانة الكيماوية السورية إلى روسيا جاء من الوزير الإسرائيلي يوفال شطاينتس، مما أحبط ضربة أميركية على سورية، بعد أن قام النظام باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد أهالي غوطة دمشق”.
وقام نتنياهو بنقل اقتراح شطاينتس لأوباما الذي أعطى الضوء الأخضر، علماً أن إسرائيل بحسب أورن نفسه لم تعارض توجيه ضربة لسورية بل أيّدت ذلك باعتباره رسالة أميركية رادعة لإيران، لكن هذا الاقتراح، ساعد باراك أوباما في النزول عن الشجرة التي اعتلاها مهدداً بتوجيه ضربة عسكرية لسورية.
ووفقاً لما نشره موقع “معاريف” عن موقع “بلومبيرغ” الأميركي، فإن “إسرائيل هي التي وفرت لإدارة أوباما المخرج بعد تهديد الأخير لنظام الأسد بتوجيه ضربة عسكرية، على إثر هجمات الغوطة”.
بدأ وفد من « الحزب التقدمي الاشتراكي» الذي يرأسه وليد جنبلاط، زيارة إلى تركيا للتباحث حول دروز سوريا مع المعارضة السورية، ومع المسؤولين الأتراك.
وقال مصدر في الحزب لصحيفة «الشرق الأوسط»، بأن الوفد سوف يلتقي في إسطنبول قوى معارضة سورية، يعول الحزب على قيامها بتولي أمن المنطقة التي ينتشر فيها الدروز في محافظة إدلب والبالغ عددهم نحو 20 ألف شخص.
وأوضحت المصادر أن الوفد سوف يلتقي أيضا مسؤولين في جهاز الاستخبارات التركية، ثم يزور وزارة الخارجية التركية للقاء عدد من المسؤولين الكبار فيها.
ويحاول جنبلاط منذ فترة تهدئة الوضع في «الأوساط الدرزية» السورية، مطالبا أهالي السويداء بالمصالحة مع أهل درعا والجوار، مبديا استعداده للدخول في المصالحة، ويعمل منذ وقوع «مجزرة إدلب» على تهدئة الوضع داعيا إلى المعالجة الهادئة، وحرص على وضع ما حدث في دائرة «الحادث الفردي»، مؤكدا أنه يتابع الموضوع من خلال اتصالاته الإقليمية.