حسان تقي الدين – السورية نت
على الرغم من الاطلاع الواسع لما يجري لحياة السوريين الذين يرون الضوء كل يوم، ولكن وجود حياة أخرى في ظلام السجون ربما تكون مجهولة لكثير من الناس وحين يكون من النادر أن ترى ضوء الشمس أو أن تتنفس الهواء النقي البعيد عن رائحة جثة بدءت بالتعفن بجانبك فاعلم أنك بزنزانة لا تدري بأي أرض هي ولكن تكون على دراية بأن هذا الفرع الأمني يحمل رقماً وربما يحمل اسم “فرع الموت” في بعض الأحيان إن كان المعتقل قد وصل لمعلومات عن الأفرع الأمنية في سوريا قبل اعتقاله.
البقية الباقية في سجون الأسد والذين أطلق من أجلهم ناشطون حملة تنادي بأصواتهم وتحيي أسماءهم تحت شعار “أنقذوا البقية – SaveTheRest” لينالوا حريتهم، عبر تنظيم اعتصامات في مختلف أنحاء العالم وعاصفة تغريدات على موقع “تويتر” بالتوازي مع نشر العديد من التصاميم والقصص عن الكثير من المعتقلين والمعتقلات، كما دعا منظمو الحملة لصيام يوم الخميس الماضي تضامنا مع المعتقلين الذين لا تتوفر لهم وجبات الطعام المناسبة لهم.
كما تم توجيه العديد من الرسائل لكل من الرئيس الفرنسي وعدد من منظمات حقوق الإنسان، وتسلم كل من السيد هيثم المالح رئيس اللجنة القانونية بالائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية، ويحيى مكتبي الأمين العام للائتلاف، إضافة إلى الرئيس الأسبق للائتلاف معاذ الخطيب وبذلك يكون على المجتمع الدولي التحرك من أجل انقاذ آلاف المعتقلين في سجون الأسد.
“بلاطة واحدة حصتك من الجلوس فقط، النوم واقفاً أو قاعداً ومن الترف أحياناً أ تضم أطرافك إلى صدرك!” وبشرح مسترسل تسرده “رهف” لـ”السورية نت” عن حال المعتقلين داخل السجون، لتتابع حديثها عما نعتبره اليوم من البديهيات المتوفرة لنا، لكنها من الصعب أن تتوفر في مكان القسوة والموت عنوانه المحتوم “شهر أو شهران، بلا ضوء بلا حمام بلا فسحة للتنفس، رائحة الموت باتت كأكسجين معتادة، وإن أردت إبعاد رائحة الموت من جانبك عليك أن تتخلى عن ردائك لتلف به جسد أحدهم الذي لم يتحمل شدة الضرب والإهانة اليومي”.
“الهلوكوست الصامت” كما سمته رهف حيث القليل من الطعام الذي يسد الرمق ليساعدك على البقاء حياً لتشهد على تعذيب جسدك النحيل الذي لا فرق بينه وبين أجساد شهداء الجوع بالمناطق المحاصرة، وتقرأ على إثر حكاية رهف آمال أمهات لمعتقلين وحسراتهم على فلذات أكبادهم.
وعلى الرغم من حداثة سنه إلا أنه جال الكثير من السجون حتى وصل لسجن صيدنايا الذي بقي فيه خمسة أشهر قبل تجويل لسجن عدرا، “فهد الجرو” من أبناء دير الزور والذي اعتقل حينما كان في السادسة عشر من عمره، تمضي عليه ثلاث سنوات في السجون ولم يعلم أن والداه قد فارقا الحياة قبل أن يستطيعوا زيارته، فهد أصبح رجلاً اليوم حيث تم نقله من سجن الأحداث لسجن الرجال ولم يعرض على محكمة تبرئه من التهمة التي نسبت له حين اعتقاله “نزرع عبوة ناسفة في حديقة الجورة بدير الزور”.
السجن لم يكن للرجال فقط فشقائق الرجال أيضا تعاني ما يعانيه الشباب، “أم خالد” لم تقبل أن تساق بناتها لسجون الأسد دون مرافقتهم علها توفر شيئاً من الحماية لهن والتي لم تعلم أنها ستلقى التعذيب حالها كحال باقي النساء في المعتقل، بل وباتت تسمع كل يوم التهم التي ترمى بها مع بناتها من ممارسة “جهاد النكاح” إلى تمويل الارهابيين وعيرها من الألفاظ المشينة بحق النساء عداك عن التعرض للتعذيب بالكهرباء وغيرها من الأساليب التي لا تخطر على بال أي انسان.