قصف عنيف وحصار خانق على حي جوبر الدمشقي منذ أوائل العام الحالي حيث تقوم عناصر النظام بمحاصرة الحي من كافة المحاور من خلال نشر الحواجز والآليات العسكرية على كافة مداخل الحي الأمر الذي أدى إلى ازدياد معاناة الأهالي جراء النقص الحاد في المستلزمات الحياتية والمواد الطبية فلم يكن لكتائب الثوار وسيلة لتوفير المتطلبات الحياتية سوى حفر الأنفاق.
جهد كبير يبذله العمال داخل حي جوبر الدمشقي أثناء القيام بعمليات حفر الانفاق والتي من شأنها تأمين الكثير من المستلزمات الحياتية لما تبقى من المدنيين داخل الحي والذين تتراوح أعدادهم قرابة 65 عائلة بالإضافة لتأمين بعض احتياجات كتائب الثوار من أسلحة وذخائر.
أبو خالد أحد العمال في مجال الحفر يقول: “معاناة كبيرة يعاني منها العمال داخل الحي خلال عملية حفر الأنفاق لأن الأدوات المستخدمة في الحفر غالياً ما تكون بدائية كالمعاول و المجاريف التي تسبب الكثير من التعب للأفراد و تحتاج إلى جهد كبير لإنجاز أعمال بسيطة”.
تصل الأنفاق داخل الحي بالمناطق المحررة في الغوطة مما يسمح للثوار في الحي باستقدام تعزيزات عسكرية لصد محاولات النظام المتكررة في اقتحام الحي، فضلاً عن حماية ذخائرهم من طائرات الاستطلاع التي تقوم بتصوير مواقعهم ليتم قصفها بالمقاتلات الحربية.
أبو رائد أحد القادة العسكريين يقول: “تعد الأنفاق وسيلة مبتكرة لدى كتائب الثوار في حي جوبر لأنها أمنت لهم الكثير من الأمور التي يستحيل عليهم تأمينها في ظل الحصار الذي تطبقه عناصر النظام على الحي بالإضافة لكونها ملاذ آمن لحفظ الأشياء الهامة بعيداً عن القصف”.
يصل عمق الأنفاق التي يحفرها الثوار لأكثر من سبعة أمتار تحت الأرض لتأمين أكبر قدر ممكن من الحماية ضد رصد طائرات النظام الاستطلاعية لها بالإضافة لإنارتها بواسطة بطاريات مولدات كهربائية تمتد على طول النفق لتأمين رؤية واضحة داخل النفق.
لم تكن سياسة حفر الأنفاق لدى كتائب الثوار فقط، فقد عمد النظام لحفر أنفاق أيضاً ليتسلل إلى داخل الحي في نية منه لاستعادة السيطرة عليه إلا أن الثوار استطاعوا كشف مخططات النظام ففي منتصف عام 2014 استطاعت كتائب الثوار اكتشاف ستة أنفاق كانت عناصر النظام تقوم بحفرها.
ماهر أحد شباب الحي يقول: “بعد محاولات النظام الكثيرة في اقتحام الحي والتي باءت جميعها بالفشل حاول النظام التسلل إلى داخل الحي من خلال حفره للأنفاق التي تصل إلى نقاط تمركز الثوار إلا أن الثوار قاموا بقطع الطريق عليه ونسف هذه الأنفاق والسيطرة على العديد من المتفجرات التي وضعها عناصر النظام من أجل تفجيرها بالثوار”.
لم تمنع آليات النظام التي حاصرت المدن ودمرت المنازل وهجرت العديد من السكان من دخول الأمل إلى نفوس السوريين ليصبح سطح الأرض مكاناً لخيم النزوح و باطنها طرق للوصل بين القرى المحاصرة فمنها يستمد السوري صموده وأمله ليبقى السؤال الأهم عن مصير سكان حي جوبر بدون تلك الأنفاق؟.
مصطفى العباس
المركز الصحفي السوري