نشرت صحيفة “أندبندنت” البريطانية تقريرا حول حملة يشنها أنصار النظام السوري على مواقع التواصل، للسخرية من معاناة أهالي مضايا الذين يواجهون الموت جوعا بسبب حصار قوات الأسد والميليشيات المساندة له، وصفت فيه هذا الموقف غير الإنساني بأنه “ساد” و”مقرف”.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته “عربي21“، إن أنصار النظام السوري ينشرون صورا استفزازية للوجبات التي يقومون بتحضيرها، من أجل التشفي في أهالي مضايا الذين يعانون من الجوع.
وأضافت الصحيفة أن وسم #متضامن_مع_حصار_مضايا، أثار موجة من الغضب والاستياء لدى جميع المتابعين على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث أدان الجميع هذا التصرف “السادي والمقرف بشكل لا يصدق”.
وقد أظهرت هذه الصور التي ينشرها أنصار النظام أطباقا من الأطعمة الشهية مثل الكباب والسمك المشوي والقريدس، وسلطة الغلال والخبز.
ونقلت الصحيفة مواقف بعض مستعملي “تويتر”، على غرار عمر الشيرازي، الذي اعتبر أن هذه الممارسة تعتبر من أكثر الظواهر التي شهدتها شبكات التواصل الاجتماعي انحطاطا منذ ظهورها.
وعرضت الصحيفة أيضا صورا لمشاركين في هذه الحملة من الروس على غرار “إيفان سيدورنكو”، الذي قام بتصوير طبق من الغلال واللحم، وكتب معه بالعربية وسم #متضامن_مع_حصار_مضايا.
إلى ذلك ذكرت الصحيفة أن مستعملا آخر يسمي نفسه “محمد نصر الله الأسد” ويصف نفسه بأنه من “محور الممانعة والمقاومة”، قام بتصوير تشكيلة من السلطات واللحوم المشوية وكتب تحتها #متضامن_مع_حصار_مضايا. فيما شن بقية مستعملي “فيسبوك” حملة من التبليغات ضد هذه الممارسات، ما دفع بإدارة فيسبوك لإزالة بعض هذه الصور.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الحملة ظهرت على “فيسبوك” و”تويتر” الجمعة، في الوقت الذي استسلم فيه بشار الأسد للضغوطات الدولية واضطر للسماح للمساعدات الإنسانية بالدخول لهذه البلدة، لأول مرة منذ شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
واعتبرت الصحيفة أن هذه المساعدات جاءت متأخرة جدا، حيث إن ما لا يقل عن 300 رجل وامرأة وطفل ماتوا جوعا خلال الأيام الماضية، فيما أظهرت صورا أخرى وروايات شهود عيان أن بقية السكان يعانون من الهزال الشديد وقد اضطروا لأكل أوراق الأشجار والعشب في محاولة للبقاء على قيد الحياة.
وذكرت الصحيفة أن مضايا التي كانت في الماضي منتجعا سياحيا هاما في الجبال قرب الحدود اللبنانية، تقبع تحت حصار قوات النظام السوري وميليشيات حزب الله اللبناني منذ ستة أشهر، ما جعل حوالي 40 ألف شخص يعيشون كارثة إنسانية، وهم الآن في وضع حرج جدا وفي أمس الحاجة للمساعدات الغذائية والطبية التي قد تصل في الأسبوع المقبل.
وقالت الصحيفة إن هذا الاتفاق يتضمن أيضا إدخال المساعدات إلى بلدة الزبداني، التي تقبع أيضا تحت الحصار، وكفراية والفوعة. وقد أعرب الاتحاد الأوروبي عن ترحيبه بهذه الخطوة ولكنه اعتبرها غير كافية وطالب بإدخال المساعدات الغذائية لمناطق أخرى، فرض عليها أسلوب الحصار الخانق نفسه، كما طالب الاتحاد الأوروبي بوضع حد للهجمات التي تستهدف المدنيين في الحرب الدائرة بسوريا، قبل أيام من مباحثات السلام التي ستجرى تحت رعاية الأمم المتحدة.
ونقلت الصحيفة عن جون كيربي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، قوله: “إن النظام السوري لديه سجل حافل بالتراجع عن تعهداته بالسماح للمساعدات الإنسانية بالدخول، ويجب عليه أن يتوقف عن هذه السياسة، كما يجب على روسيا حليفته أن تمارس ضغوطا من أجل إجباره على احترام تعهداته”.
وأشارت الصحيفة إلى أن سياسة الحصار أصبحت تكتيكا معتمدا في الحرب السورية في الفترة الأخيرة، حيث تقوم قوات النظام بمحاصرة الأماكن التي تسيطر عليها قوات المعارضة السورية قرب دمشق، فيما قامت أيضا بعض فصائل المعارضة في الفترة الأخيرة بمحاصرة بعض المناطق، التي لا تزال تسيطر عليها قوات النظام وميليشيات حزب الله والقوات الروسية والإيرانية.
وفي الختام، قالت الصحيفة إن هذه الحرب الدائرة في سوريا أدت إلى حد الآن إلى مقتل حوالي ربع مليون شخص في خمس سنوات، وألحقت دمارا كبيرا بالبلاد وجعلتها أرضا خصبة لانتشار الجماعات المتشددة، فيما تواصل كل الأطراف الإقليمية والدولية الدفاع عن حساباتها والتمسك بمساندة أحد أطراف الصراع.
عربي 21