فور إعلان رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري فوز ميشال عون برئاسة الجمهورية، انطلقت المفرقعات في مناطق لبنانية عدة احتفاء بالفوز. وسارت المواكب السيارة التي تحمل صوره والاعلام البرتقالية الخاصة بالتيار الوطني الحر الذي يتزعمه، وبدأت الاحتفالات في مناطق عدة.
وانتشرت في مناطق عديدة من بيروت وخارجها الاعلام البرتقالية الخاصة بالتيار الوطني الحر الذي يتزعمه عون وبصور الرئيس العتيد وشعارات “عماد الجمهورية” و”أكيد انت الجنرال” و”أنت أو لا احد”.
وأعد التيار لتجمع ضخم في ساحة الشهداء في وسط العاصمة مساء الاثنين.
في منطقة سن الفيل (شرق بيروت)، تجمع الآلاف داخل وخارج مركز التيار الوطني الحر، وارتدى عدد من الشباب بزات عسكرية، كون عون كان قائدا للجيش، وارتدى آخرون ثيابا برتقالية.
في منطقة الجديدة (شمال بيروت)، احتفل المئات بفوز عون وفتحوا زجاجات الشامبانيا في حين اطلقت السيارات العنان لابواقها.
وقالت جيزيل تمام (30 عاما) التي تعمل في المحاسبة، “انا سعيدة جدا، بعد 25 عاما حققنا الحلم، لم اكن اتوقع ذلك”، مضيفة “البلد بحاجة الى انماء، عليه ان يهتم بالشباب، فهم يتخرجون من الجامعات ولا يجدون عملا”.
في المقابل، وعلى الرغم من التوافق السياسي، عبر العديد من اللبنانيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن خيبة املهم من انتخاب عون، معتبرين ان حزب الله فرض إرادته على لبنان. وانتشرت تعليقات على موقع “تويتر” مع هاشتاغ “الاثنين الاسود”.
ووصل عون عند حوالى الساعة الثالثة بعد الظهر (الواحدة ت غ) في موكب رسمي الى القصر الرئاسي في بعبدا شرق بيروت حيث استقبله الحرس الجمهوري والفرقة الموسيقية التابعة له، وتم اطلاق 21 طلقة مدفعية ترحيبا به.
وفاز الزعيم المسيحي برئاسة الجمهورية اللبنانية الاثنين بعد حصوله على الاكثرية المطلقة من اصوات مجلس النواب بعد عامين ونصف من شغور المنصب جراء انقسامات سياسية حادة، وبعد تسوية وافقت عليها غالبية الاطراف السياسية.
وشهد مبنى مكاتب مجلس النواب هتافات اطلقها موظفون في مكاتب النواب لدى توجه عون الى قاعة المجلس النيابي قبيل انتخابه رئيساً للجمهورية فهتفوا: “الله لبنان عون وبس “.
خطة اقتصادية
وتعهد عون خلال خطاب القسم امام مجلس النواب بان يبقي لبنان بعيدا عن نيران النزاعات المشتعلة في المنطقة، مؤكدا عزمه اطلاق خطة اقتصادية تغير المسار المتدهور حاليا في البلد الصغير ذي الامكانات الهشة والذي يئن تحت وطأة وجود أكثر من مليون لاجىء سوري على أرضه.
وكان قال في خطاب أدلى به بعد انتخابه وبعد إدلائه بالقسم الدستوري امام النواب، ان “لبنان السالك بين الالغام لا يزال في منأى عن النيران المشتعلة حوله في المنطقة. ويبقى في طليعة اولوياتنا عدم انتقال اي شرارة اليه”.
واضاف “من هنا ضرورة ابتعاده عن الصراعات الخارجية”.
ويعد حزب الله الذي يقاتل منذ العام 2013 الى جانب النظام السوري، حليف عون الرئيسي منذ العام 2006. ويتهمه خصومه بانه يعرض لبنان المنقسم على خلفية النزاع السوري، للخطر بتورطه في سوريا.
وقال عون “علينا معالجة مسألة النزوح السوري عبر تأمين العودة السريعة للنازحين، ساعين الى الا تتحول مخيمات وتجمعات النزوح الى مخيمات امنية”. وتابع “لا يمكن ان يقوم حل في سوريا لا يضمن ولا يبدأ بعودة النازحين”.
ومنذ اندلاع النزاع في سوريا منتصف مارس 2011، لجأ اكثر من مليون سوري الى لبنان. ودعا عون الى اطلاق خطة اقتصادية “تغير اتجاه المسار الانحداري”.
ويرزح لبنان تحت وطأة ازمة اقتصادية صعبة تضاعفت خلال عامين ونصف من شغور المنصب الرئاسي الذي انعكس شللا في اداء المؤسسات الرسمية وفي تفاقم أزمات معيشية واجتماعية عديدة.
واعرب الوزير المستقل بطرس حرب الذي كان أعلن قبل الجلسة معارضته لانتخاب عون ردا على سؤال لفرانس برس عن امله “في ان نعيد بناء الدولة بعدما هدمناها عامين ونصف”.
وقال النائب سليمان فرنجية الذي كان مرشحا أيضا للرئاسة الى ان اعلن عشية جلسة الانتخاب انه لن يقف في وجه “التسوية الوطنية”، داعيا مؤيديه الى التصويت بورقة بيضاء، “الانتخابات الرئاسية استحقاق ديمقراطي ونحن نحترم النتيجة ونعترف بالرئيس وسنقوم بواجباتنا تجاهه”.
حلم أنصاره
وحضر جميع اعضاء مجلس النواب الـ127 (من اصل 128 بسبب استقالة احدهم منذ اشهر) جلسة الانتخاب. وفاز عون بأكثرية 83 صوتا، بينما وجدت 36 ورقة بيضاء، وسبع اوراق ملغاة، وصوت للنائبة ستريدا جعجع.
وبات عون الرئيس الثالث عشر للبنان، ويكون بذلك حقق حلما مزمنا لأنصاره في هذا البلد الصغير المتعدد الطوائف، بدأ مع انتقاله من قيادة الجيش الى رئاسة حكومة موقتة في نهاية الثمانينات، وصولا الى تزعمه أكبر كتلة نيابية مسيحية منذ العام 2005.
إيلاف