لم يمضِ على فرح الموالين للنظام بخبر الانقلاب العسكري التركي زمن طويل، حتى خيّبهم الله، ورد كيدهم في نحورهم، الأعيرة النارية وحجم الرصاص الذي تم إطلاقه في معظم المناطق المؤيدة للنظام كان كافيا لفتح جبهة عسكرية تدوم لساعات، بحسب ناشطين داخل مناطق النظام.
بائعو الحلوى كان لهم النصيب الأبرز من الربح في الانقلاب المشؤوم في مناطقهم أيضا،
عبارات الحقد واللعن والشتم والشماتة التي أطلقت من قبل هؤلاء الحاقدين على الطيب أردوغان ومؤيديه، ارتدت عليهم نارا وجحيما.
هذا حال العامة من مؤيدي النظام الأسدي فما هو حال القادة الكبار وأسيادهم في طهران الذين لم يسمع لهم صوت أو بيان وإن فعلوا فهم كاذبون؟ فطهران التي عودت العالم على تورطها وعلاقتها في معظم أحداث المنطقة لابد أن يكون لها علاقة بالمحاولة الانقلابية.. فبحسب المحلل السياسي والمعارض الإيراني “حسن هاشميان” فقد تم عقد اجتماع في بيت علي خامنئي ضم محمد جواد ظريف وزير الخارجية ومحمد حسين باقري رئيس الأركان وقاسم سليماني قائد ما يسمى بـ فيلق القدس ووزير الاستخبارات الإيراني ومحمد علي جعفري قائد الحرس والحاشية الأمنية للولي الفقيه في التاسعة مساء يوم الجمعة في التوقيت المحلي يعني السابعة والنصف مساء بتوقيت اسطنبول، وهذا حوالي ساعتين ونصف قبل تنفيذ المحاولة الانقلابية.
وكان حسن نصرالله وبشار الأسد وإبراهيم الجعفري في اتصال مستمر مع هذا الاجتماع في الوقت الذي فتحت فيه السفارة الإيرانية في أنقرة والقنصلية في إسطنبول خط مباشر مع هذا الاجتماع وحين بدأت العملية الانقلابية نقلتا كل الأحداث المتعلقة بالانقلاب.
حسن نصر الله اقترح بقوة على الجميع الاعتراف بالانقلاب ولكن المجتمعين آثروا التريث ريثما تتضح لهم الأمور.
بعد وقت ليس بالطويل التقارير التي وصلت من السفارة الإيرانية في أنقرة خيبت آمال هذا الاجتماع، خاصة فيما يتعلق بـعدم وصول الانقلابيين إلى الرئيس أردوغان وعدم تعاون رئيس أركان الجيش التركي معهم وبالتالي تمرّد الجيش على هذا الانقلاب، ثم ظهور أردوغان على شاشة “سي إن إن” التركية وطلبه من الناس النزول الى الشارع والاستجابة الكبيرة للشعب التركي، دفع اجتماع طهران بالتريث عن إعلان دعمه للانقلابيين ثم التقلب بالمواقف وإصدار بيان وسطي من قبل وزارة الخارجية الإيرانية.
وبحسب المثل القائل الضربة التي لا تنهيك تقويك بالتأكيد سيعود أردوغان وحزبه ومواطنوه أقوى مما كانوا وسيتيح له هذا الحدث إعادة هيكلة الجيش والقوى الأمنية وجميع مؤسسات الدولة بما يضمن سيطرة ونفوذ أكبر وخصوصا بعد التأييد الشعبي الكبير الذي أبداه له الشعب التركي بكل أطيافه، وتصفية جميع خصومه ومناوئيه ممن يحملون فكرا انقلابيا الفكر الذي عانت منه تركيا حكومة منتخبة وشعبا على مدى ستة عقود في أربعة انقلابات ناجحة وعشرات الانقلابات التي باءت بالفشل التي كان آخرها الانقلاب الماضي منذ يومين.
المركز الصحفي السوري– وضاح حاج يوسف