بعد انتشار فايروس كورونا مطلع العام، ازداد بشكل ملحوظ العنف المنزلي، والفئة المستضعفة دائما هي الأطفال والنساء، فهم لا حول هم ولا قوة في أغلب الأحيان.
تتحدث أحلام ودمعاتها لا تزال تبلل أهدابها ” الأمر الذي دفعني لهجر منزلي وتركه دون رجعة، ألا ترى ابنتي (لمار) شجارنا اليومي، أنا وأبوها، لكن كان لذاكرتها نصيب من ذلك رغم حيلولتي دون ذلك، فقد رأته كيف يضربني ويعذبني ومعاملته السيئة لي”.
تكمل أم لمار بقلب مفجوع ” قبل عيد ميلادها بأربعة أيام تواصل معي طليقي “أحمد” لنقيم لها احتفالاً كما ترغب وبالفعل تم ذلك، كان يوماً جميلاً ذكرني بمولدها وبمقدار السعادة والسرور الذي أضافته لحياتي، مضى ذلك اليوم دون أي شيء يعكر صفوه حتى أنني لم أحرمه من مشاهدة الابتسامة على وجه ابنته، حيث صورت له بعض الفيديوهات وقدمت له بعض الحلوى وأنزلتها إلى عيادته”.
وفي تاريخ 24/6 أعطيته ابنته ليمضي معها يوما ويردها لي في 25/ 6، لكنني أحسست تلك الليلة أنّ شيئاً ما يجلس فوق صدري كالصخرة العظيمة، منعني من النوم وأرّقني، أحسست أن مكروها ألمّ بابنتي، وتذكرت تهديده لي بقتل ابنتي، حاولت الاتصال به مسرعة لكنه لم يرد على اتصالي به، فذهبت إلى منزله وهناك سمعت أصوات تتعالى وصراخاً شديداً، يعقبها أصوات تكسير تخرج من المنزل.
تكمل أحلام سردها للقصة بتوتر شديد “اتصلت بالشرطة، ولفشله في الفرار، طعن نفسه عدة طعنات لكن بعد فوات الأوان، لم نستطع انقاذ لمار، رأيتها جثة هامدة غارقة بالدماء، أيّ أبٍ هذا؟ أبٌ يقتل ابنته؟
تقول ” أماني” صديقة أحلام والدة الفتاة ” كثر الكلام عن عبد الرحمن جليلاتي زوج أحلام أنه مريض نفسي، لكن ذلك لا يشفع له أبداً، فأي مريض نفسي يستطيع اتخاذ قرار بهذا الشكل، وأن يخطط لفعلته بهذه الطريقة، يشتري خنجرا ويجهزه ليقتل به ابنته؟”.
تكمل بغصة واضحة: ” أنا من غسّلت ابنتي، لم أفعل ذلك لأرسلها إلى دار الحضانة ولا لأجهزها لزيارة جدتها بل لأرسلها إلى القبر”.
ويقول المحامي الموكل بقضية أحلام “منذ سماعي وتوكيلي بهذه القصة تحركت وفق الإجراءات القانونية، وقد أصدر القاضي زياد المكني والذي اعتبر أن المدعى عليه فعل جناية تندرج تحت المادة 542 المعاقب عليها بالإعدام”.
وقالت الشرطة أن المدعى عليه اعترف بقوله “حاولت استدراج أحلام عبر أختها لأقتلها بسكينها الخاص”
سهير إسماعيل