اشتبك محتجون مع آلاف من أفراد الشرطة في إحدى قرى كوريا الجنوبية، اليوم الخميس، 7 سبتمبر/أيلول 2017، مع نشر مكونات نظام مثير للجدل يهدف لحماية البلاد من صواريخ كوريا الشمالية، في حين بحثت الصين والولايات المتحدة الخيارات المتاحة للتوصل لاتفاق مع بيونغ يانغ، كما أن واشنطن تحضر لفرض عقوبات جديدة على النظام الكوري الشمالي.
وتريد واشنطن أن يفرض مجلس الأمن الدولي حظراً نفطياً على كوريا الشمالية، وحظراً على صادراتها من المنسوجات، وعلى الاستعانة بعمالها في الخارج، بالإضافة إلى تجميد أصول زعيمها كيم جونغ أون ومنعه من السفر، وذلك وفقاً لمسودة قرار اطلعت عليه رويترز، أمس الأربعاء 6 سبتمبر/أيلول 2017.
وتصاعدت الضغوط الأميركية منذ أجرت كوريا الشمالية، يوم الأحد الماضي، تجربتها النووية السادسة، التي كانت أكبر تجاربها. وأظهرت تلك التجربة بالإضافة إلى سلسلة من التجارب الصاروخية أن بيونغ يانغ قريبة من تحقيق هدفها، المتمثل في تطوير سلاح نووي قوي، يمكنه الوصول إلى الولايات المتحدة.
ومع احتدام التوتر أقدمت كوريا الجنوبية في ساعة مبكرة، اليوم الخميس، على تركيب القاذفات الأربع المتبقية من نظام ثاد الأميركي المضاد للصواريخ على ساحة كانت ملعباً للجولف في جنوبي البلاد. وكانت قد نشرت قاذفتين من قبل.
وقال مسؤولون في خدمة الإطفاء، إن أكثر من 30 شخصاً أصيبوا عندما كَسر نحو 8000 من أفراد شرطة كوريا الجنوبية حصاراً شارك فيه حوالي 300 من أبناء القرى، وأعضاء جماعات مدنية تعارض نشر نظام ثاد.
وأثار قرار نشر نظام ثاد اعتراضاً قوياً من جانب الصين، التي ترى أنه يمكن استخدام راداراته في إلقاء نظرة متفحصة في عمق أراضيها، وأنه سيخل بالتوازن الأمني في المنطقة.
“سنرى ما يحدث”
وحثَّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الصين، أكبر حليف وشريك تجاري لكوريا الشمالية، على بذل المزيد لكبح جماح جارتها.
وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين، إن لديه أمراً تنفيذياً جاهزاً على توقيع ترامب، سيفرض عقوبات على أي دولة تتعامل تجاريا مع بيونغ يانغ، إذا لم تفرض الأمم المتحدة مزيداً من العقوبات على كوريا الشمالية بسبب تجاربها النووية.
وقال منوتشين للصحفيين على متن طائرته في رحلة العودة لواشنطن من نورث داكوتا، حيث ألقى ترامب خطاباً عن الإصلاح الضريبي: “لدي أمر تنفيذي مُعد، جاهز لتوقيع الرئيس. سيخول لي أن أوقف علاقات تجارية وأفرض عقوبات على كل من يتعامل تجارياً مع كوريا الشمالية. سينظر الرئيس في هذا في الوقت المناسب”.
وتعهد ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ في اتصال هاتفي، أمس الأربعاء، “باتخاذ مزيد من الإجراءات لنزع السلاح النووي عن شبه الجزيرة الكورية”.
وقال ترامب للصحفيين: “الرئيس شي يود فعل شيء ما. سنرى هل سيتمكن من فعله أم لا. لكننا لن نتغاضى عما يجري في كوريا الشمالية”. وأضاف: “أعتقد أن الرئيس شي يتفق معي 100 في المئة”.
وسُئل عما إن كان يبحث اللجوء للرد العسكري فقال: “هذا ليس خيارنا الأول بالطبع، لكننا سنرى ما يحدث”.
وأبلغ شي الرئيس الأميركي خلال محادثاتهما الهاتفية التي استغرقت 45 دقيقة، أنه يجب حل المسألة الكورية الشمالية من خلال “الحوار والتشاور”.
ونحّت الولايات المتحدة جانباً، خلال الفترة الحالية، إنهاء اتفاق تجاري بينها وبين كوريا الجنوبية. والقضية التجارية لا علاقة لها بكوريا الشمالية، لكنها كانت مصدر توتر بين الحليفين.
مون وآبي يجتمعان
في موازاة ذلك، قال مسؤولون من كوريا الجنوبية، إن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي تحدث مع الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه-إن، خلال اجتماع إقليمي في مدينة فلاديفوستوك بشرقي روسيا، واتفقا على إقناع الصين وروسيا بخفض إمدادات النفط لكوريا الشمالية بأكبر قدر ممكن.
ودعا آبي أيضاً مون لاجتماع ثلاثي في طوكيو بين الصين واليابان وكوريا الجنوبية، وقال مون إنه يسعده حضور مثل هذه القمة.
وذكرت وكالة كيودو للأنباء أن آبي ومون سيسعيان لكسب دعم روسيا والصين لفرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية.
هاف بوست عربي