أعلن وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر أن جهاديي تنظيم الدولة» في مدينة منبج الاستراتيجية شمال غربي سورية يطمحون إلى تخطيط هجمات إرهابية في الخارج.
وهذا الأسبوع شنت قوات «سورية الديموقراطية»، التحالف الذي يضم ميليشيات كردية وعربية المدعوم من الولايات المتحدة ويحارب التنظيم المتطرف، هجوماً لاستعادة مدينة منبج التي تقع بين جرابلس على الحدود التركية والرقة، معقل التنظيم في سورية. وتعتبر استعادة السيطرة على المدينة أساسية لوقف تدفق المقاتلين الأجانب من سورية وإليها. وقال كارتر، في مؤتمر صحافي في سنغافورة حيث يشارك في قمة إقليمية حول الأمن: «من دون الخوض في التفاصيل، يطمح أشخاص في منبج لإعطاء أفكار أو حتى وضع مخططات أعمال إرهابية خارج سورية. لهذا السبب ولكون المدينة نقطة دخول لمقاتلين أجانب وخروجهم فهي تعد هدفاً مهماً، ونحن مرتاحون للعمل مع القوات المحلية الراغبة في استعادة أراضيها من داعش»، وتحقق تقدماً في هذا الاطار».
في ألمانيا، أعلنت وزارة العدل ملاحقة 180 شخصاً في البلاد على صلة بتنظيمات جهادية في سورية مثل «داعش» بموجب 120 آلية جنائية، وذلك غداة اعتقال خلية يشتبه في أنها أعدت هجوماً انتحارياً يليه إطلاق نار في دوسلدورف (غرب).
وضمت الخلية ثلاثة سوريين أوقفوا استناداً إلى شهادة مشبوه رابع سوري أيضاً، وكان قصد الشرطة الفرنسية في شباط (فبراير) الماضي قائلاً إن لديه «معلومات عن خلية نائمة مستعدة لتوجيه ضربة في ألمانيا».
وقال فيليب شولز، الناطق باسم الوزارة: «هناك 120 آلية لدى النائب العام تستهدف 180 مشبوهاً أو متهماً على صلة بالحرب الأهلية في سورية لانتمائهم إلى تنظيم إرهابي أو دعمهم إياه». لكنه لم يحدد عدد من تتم ملاحقتهم في كل من سورية وألمانيا استناداً إلى وقائع محددة.
إلى ذلك، أحصت وزارة الداخلية «499 فرداً قد يكونون خطيرين في مجال الإرهاب الإسلامي»، علماً أن ألمانيا لم تتعرض حتى الآن لهجوم إرهابي مماثل لما حصل في فرنسا وبلجيكا. لكن السلطات أعلنت مرات أن البلاد قد تكون هدفاً.
وغادر 820 ألمانياً إلى سورية والعراق. وعاد نحو ثلثهم فيما قتل حوالى 140، ما يعني أن حوالى 420 لا يزالون في الأراضي السورية أو العراقية.
على صعيد آخر، كشف تقرير سنوي لوزارة الخارجية الأميركية أن عدد الاعتداءات الإرهابية في العالم انخفض عام 2015، وأوقعت عدداً أقل من القتلى على رغم تنفيذ «داعش» اعتداءات ضخمة.
وأورد التقرير أن «داعش لا يزال مصدر خطر كبير وشن هجمات مدمرة في فرنسا ولبنان وتركيا، لكن الانخفاض سببه تراجع العنف في باكستان والعراق ونيجيريا».
وأحصت الوزارة 981 «هجوماً إرهابياً» شهرياً في العالم العام الماضي أوقعت إجمالي 28328 قتيلاً. وأفاد تقريرها الموجه إلى اعضاء الكونغرس بأن «إجمالي عدد الهجمات الإرهابية عام 2015 انخفض بنسبة 13 في المئة، كما انخفض عدد القتلى الناتج عنها بنسبة 14 في المئة مقارنة بعام 2014».
وتابع: «يعتبر هذا التراجع في عدد الهجمات الإرهابية الأول منذ العام 2012».
لكن هذه الأرقام تختبئ خلف أخرى غير مشجعة، مثل الارتفاع الكبير في عدد الاعتداءات في تركيا وبنغلادش ومصر وسورية والفيليبين.
ويشدد التقرير على أن «الخطر الإرهابي واصل التمدد عام 2015 ليصبح أكثر شمولية». ويحذر من أن المتطرفين في دول لا يذكر اسمها يستفيدون من إحباط سكان «يعجزون عن التعبير في شكل حر وسلمي». واعتبر التقرير أن «داعش» لا يزال الأخطر، خصوصاً أنه يتوسع عبر فروع تبايعه.
وإذا كانت مساحة الأرض التي يسيطر عليها التنظيم في سورية والعراق قد تقلصت، فهو وسع في المقابل سيطرته في ليبيا. كما يهاجم الفرع التابع له في سيناء القوات المصرية.
كما ينشط التنظيم المتطرف في أفغانستان، ويوحي لأشخاص كثيرين ومجموعات متشددة بارتكاب اعتداءت في مدن عدة حول العالم.
الحياة