ذكرت مجلة فورين بوليسي الأميركية أن الولايات المتحدة تراجعت عن خطة لمعاقبة نظام الرئيس السوري بشار الأسدلاستخدامه للسلاح الكيميائي في الحرب التي تعصف بـسوريامنذ سنوات، وأنها تخلت عن عزمها تدمير كامل ترسانته من هذا السلاح الخطير.
ونسبت إلى مصادر دبلوماسية أن الولايات المتحدة تراجعت عن الاستمرار بجهودها الدبلوماسية الرامية إلى جعل النظام السوري يدمر كل المخزون الذي لديه من البراميل المتفجرةوغاز الكلور الذي يعتقد أنه يستخدمه في هجمات ضد بلدات واقعة تحت سيطرة المعارضة.
وأشارت المجلة إلى أن الولايات المتحدة حاولت الشهر الماضي حشد الدعم الدولي من أجل قرار يدين استخدام النظام السوري لـالأسلحة الكيميائية أمام المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية ومقرها لاهاي.
لكن الولايات المتحدة تراجعت عن أخيرا خطتها في استمرار السعي لمعاقبة النظام السوري، وذلك تحت ضغوط من جانب روسيا وبعض القوى الكبرى، وأن واشنطن قامت بدلا من ذلك بدعم قرار مخفف يدين استخدام الأسلحة الكيميائية، وهو الذي تقدمت به إسبانيا إلى مجلس المنظمة.
محاولة إنقاذ رضيع تعرض لهجوم بغاز الكلور شنته مروحية عسكرية في سراقب بإدلب شمالي سوريا في أغسطس/آب الماضي (الأوروبية) |
قرار مخفف
كما أشارت فورين بوليسي إلى أن القرار الذي اتخذه المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية يوم الجمعة يدين استخدام الأسلحة الكيميائية من جانب النظام السوري وتنظيم الدولة الإسلامية، وأن المجلس حدد عددا من الإجراءات لتقوم بها المنظمة بهذا الشأن.
وأوضحت أن المجلس كلف المنظمة بالقيام بإجراء التفتيش على مواقع في سوريا تشمل المطارات التي ترتبط بنشاطات متعلقة بالأسلحة الكيميائية، وأضافت أن القرار لم يفرض أي إجراءات عقابية على سوريا، ولا هو طالب النظام السوري بالإفصاح عن مخزونه من الكلور أو البراميل المتفجرة.
كما ذكرت المجلة أن مسؤولين أميركيين وأوروبيين قالوا إنهم كانوا يأملون في رد أكثر صرامة، ولكن التصويت الذي جرى البارحة أمام المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية يمثل خطوة هامة في الجهود الرامية لتحديد ومعاقبة المسؤولين عن استخدام هذه الأسلحة الخطيرة.
ونسبت إلى وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون وصفه القرار بأنه يؤكد مسؤولية نظام الأسد وتنظيم الدولة عن استخدام الأسلحة الكيميائية المقيتة ضد المدنيين.
وقالت فورين بوليسي إن الإخفاق بشأن عقوبات ضد استخدام السلاح الكيميائي قد يشكل اختبارا مبكرا للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب.