يشتكي البعض هذه الأيام من أن أمريكا غسلت يدها من الوضع السوري. حتى أن اوباما لم يشر إلى سوريا في خطابه الأخير مجرد إشارة. وهذا جعل النظام ومؤيديه يشعرون بالفرح ونشوة الانتصار، على اعتبار أن امريكا لم تقدر عليهم. ونحن بدورنا نعلم أن أمريكا ليست جمعية خيرية وتتدخل فقط من أجل مصالحها، وأن من حق السوريين ألا يراهنوا عليها كثيراً. وبالمناسبة الكثير من السوريين يرفضون أي تدخل أمريكي على عكس النظام السوري الذي رحب بالتدخل ترحيباً كبيراً عندما قالت صحيفة الوطن التابعة لرامي مخلوف إن الجيش العربي السوري في خندق واحد مع واشنطن.
لكن أيها الفرحون بتراجع الموقف الأمريكي: لا تفرحوا كثيراً:
لم يعد الأمريكيون يكثرون من التصريحات العنترية ضد النظام السوري،بل قللوا منها كثيراً لصالح العمل بعيداً عن الإعلام. فالآن يعمل الأمركيون على وضع قوات حفظ سلام على الأرض السورية بين قوات النظام وداعش والجيش الحر وبقية الفصائل. وقد رصدت أمريكا حوالي ملياري دولار مبدئياً لهذا الغرض. وعندما تريد الفصل بين القوات المتقاتلة على الأرض السورية ثم تصف الخطوط الفاصلة بين القوت بأنها “حدود”، فهذا ليس خبراً ساراً لا لسوريا ولا للنظام، بل يعني تقسيماً مستقبلياً. وحتى التصريحات الإعلامية الأمريكية ضد النظام لم تختف، فقد قالت سفيرة امريكا في الامم المتحدة قبل ايام فقط إن المحاكم الدولية تنتظر كل اركان نظام بشار الأسد مهما طال الزمن.
من صفحة فيصل القاسم