ألمح مسؤولون أمريكيون أنهم على استعداد لتزويد المعارضة السورية، بمنظومات دفاع جوي محمولة على الكتف، بشرط أن يشمل الأمر ضوابط فنية، من شأنها تحديد المجموعات التي يمكن أن تستخدمها، حتى لا تقع في أيدي “الإرهابيين”، وسط حديث عن دراسة تزويدها بتقنية تحديد المواقع.
ونشرت صحيفة “فورين بوليسي” تقريرًا، الأربعاء 20 نيسان، ترجمت عنب بلدي مقتطفات منه، وقالت فيه إن الأيام الأخيرة شهدت طرح الفكرة على لسان مسؤولين أمريكيين، عازية السبب إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار “في حالة يرثى لها” حاليًا، في ظل القصف المستمر الذي يستهدف المدن والأسواق في المناطق الخارجة عن سيطرة نظام الأسد.
تخوف أمريكي من استخدام الأسلحة مستقبلًا
واعتبرت الصحيفة أن تسليم الأسلحة لا يزال صعبًا في الوقت الراهن، في ظل صعوبات تواجه المهندسين في الولايات المتحدة، حول تزويدها بنظام تحديد المواقع بحيث يضمن ألا تستخدم في غير الخطوط الأمامية شمال غرب سوريا، فيما تتخوف أمريكا ألا تستخدم في القتال مستقبلًا.
كما تتخوف واشنطن من وقوع المنظومات في يد مسلحين كتنظيم “الدولة”، الذي سيستخدمها بدوره في معاركه ومحاولاته إسقاط طائرات مدنية “كأعمال إرهابية”، على حد وصف الصحيفة.
منظومات دفاع جوي بنظام تحديد المواقع
مهندسو وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ربما أنشأوا سرًا، منظومات دفاع جوي محمولة، وينتظرون الوقت المناسب لتسليمها، وفق الصحيفة، التي أوضحت أن أطرافًا أمريكية عديدة من بينها وزارتا الدفاع والخارجية، رفضتا التعليق على تقارير حول تسليم منظومات دفاع جوي في سوريا.
غريغ تار، الخبير في سلاح الجو الأمريكي، والمطلع على مسألة استخدام الضوابط الفنية في تقنية تحديد المواقع لمنظومات الدفاع الجوي، أوضح للصحيفة، أن العمل على التقنية يمثل “تحديًا هندسيًا كبيرًا”.
وأضاف تار “ليس لدينا أي دليل على وجود صاروخ على وجه الأرض اليوم، تم تطويره ويتضمن أي نوع من الرقابة التقنية، وخاصة التي تعتمد على تحديد المواقع”.
وبما أن أنظمة الدفاع الجوي المحمولة، تتيح وسيلة سريعة وفعالة لاستهداف وإسقاط الطائرات، وفق تار، إلا أن تزويدها بنظام تحديد المواقع من شأنه أن يقوض هذه القدرة، بسبب أنه يحتاج إلى التواصل مع ثلاث أقمار صناعية على الأقل، وأن تحديد كافة المعلومات بهذا الخصوص قد يحتاج 15 دقيقة.
ولفت إلى أن تطبيق الخطوة “ربما يحتاج إلى إعادة تصميم نظام الطاقة لأنظمة الدفاع الجوي المحمولة بشكل كامل”.
رمز سري لمنظومات الصواريخ
ويمكن التغلب على هذه الصعوبات بتصميم لوحة مفاتيح للمنظومة التي تستخدمها المعارضة، وهذا يوجب على المقاتل كتابة رمز سري قبل إطلاق الصاروخ، حتى يمكن تعطيل السلاح بعد فترة معينة وضمان عدم استخدامه بعد فترة، وهذا ينطوي على تعديل بطاريات المنظومة، إلا أن الخبير العسكري يتخوف من تطبيق بطاريات أخرى على السلاح واستخدامه فيما بعد، وفق الصحيفة.
وكانت حادثة إسقاط الطائرة الحربية من نوع سوخوي، في بلدة العيس في ريف حلب الجنوبي، في 5 نيسان الجاري، أدت إلى تحليلات متضاربة حول امتلاك المعارضة السورية صواريخ حرارية، وما يحمله ذلك من مؤشراتٍ على الساحة العسكرية والسياسية، وسط تأكيدٍ من مراسل عنب بلدي أن الطائرة أسقطت بصاروخ FN.
ورصدت عنب بلدي صورًا لصواريخ FN في بلدة تيرملعة بريف حمص الشمالي، التقطتها المصور محمود طه، أمس الأربعاء 20 نيسان، ونشرتها وكالة “AFP”.
ومن شأن وصول أسلحة من هذا النوع إلى المعارضة السورية أن يغير ميزان القوى، إذ تعتمد قوات الأسد على الغطاء الجوي السوري والروسي، بسياسة الأرض المحروقة للتمهيد أمام التقدم البري، لكن الصواريخ تعمل على تحييد سلاح الجو، في سيناريو مشابه لتزويد واشنطن المقاتلين الأفغان بصواريخ “ستنيغر” ثمانينيات القرن الماضي.
عنب بلدي