العلم خير سلاح يحارب به الجهل وهو دليل رقي الأمة وتقدمها، إلا أن الحرب في سوريا تسببت بتراجع مستوى التعليم وانعدامه في بعض المناطق، جراء ما أصاب المدارس من قصف عشوائي ودمار، عبر سياسة واضحة يتبعها النظام باستهدافها بغاراته ليقتل معها حلم الطفولة ومستقبل الأطفال وطموحاتهم البريئة.
تركيا من أكثر البلاد احتضانا للاجئين السوريين فقد بلغ عددهم فيها بحسب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ما يقارب مليونَين ونصف لاجئ، فأولت بعض المنظمات اهتماما بتعليم أطفالهم سواء في مخيمات اللجوء على الحدود أو داخل المدن التركية، ومع التطور الذي تشهده آلية التعليم في الدول المتقدمة، جاءت فكرة مشروع ديمة للتعليم الالكتروني وتبنت مشروع تعليم الأطفال بواسطة جهاز لوحي، حيث تم افتتاح المشروع مؤخرا في مدينة الريحانية في تركيا.
وبسبب الضغط النفسي والاجتماعي الذي تعرض له أطفال سوريا، خلف وراءه أمراضا نفسية وصعوبات رافقتهم خلال مراحل التعلم، ما جعلهم يفقدون جميع المهارات التي اكتسبوها سابقا، بالإضافة لانعدام الوعي لديهم لأهمية الدراسة وعدم اكتراثهم بضرورته، لذلك كان من الصعوبة تحديد مستوى كل طالب بحسب عمره، وبالأخص لأطفال اللاجئين فكان المشروع الالكتروني برعاية عدة منظمات إنسانية حلا لإنقاذ هؤلاء الأطفال من حياة الجهل.
يعتمد المشروع على صفوف افتراضية على مواقع التواصل الاجتماعي، وتستند بشكل أساسي على التعلم الذاتي للطفل من خلال المصادر والمراجع الموجودة في اللوح عن طريق البحث، حيث يستطيع الطفل أن يتعلم في أي زمان، ويتم من خلال برنامج التعليم تحديد مستوى كل طالب بدقة ويراعي الفروق الفردية بين الطلاب، والتي تعتبر المشكلة الأكبر التي تواجه المعلمين، والمنهاج المقرر هو المنهاج السوري ذاته لكن النسخة المعدلة الصادرة عن حكومة الائتلاف، لتكون بذلك العملية التعليمية متكاملة وغير تقليدية.
ريم من حماه تعيش في الريحانية تقول :” تحمس أطفالي لفكرة المشروع كونهم سيحصلون على ألواح إلكترونية فظنوا أنها لعبة بعيدة عن التعليم، إلا أنني أعتقد أنها ستتطلب بعض الوقت ليتمكن الطلاب من التأقلم معها وفهم كيفية استخدامها، ليتحقق الهدف المنشود منها، فأطفالنا عانوا الكثير وذاقوا من ويلات الحرب ما لا يتناسب مع طفولتهم”.
مشروع إنساني يهدف لتوفير مستوى تفاعلي من خلال العناصر التعليمية الإلكترونية التي يدعمها البرنامج، فضلا عن مشاركة الطلاب بإضافة مناهج افتراضية كبعض المهارات الحياتية ورعاية صحية ومهارات التواصل.
إيمان معلمة في مدينة ادلب تقول:” فكرة المشروع جديدة وغير تقليدية، لكنها ستكون ناجحة إذا ما طبقت كما هو مخطط لها”، وتضيف:” لكنني أتساءل في نفسي ماذا عن الأطفال الذين يعيشون في المناطق المحررة؟، وبالأخص في مدينة إدلب فلا توجد أية جهة داعمة حتى اللحظة، ويوجد نقص في آليات التعليم والكتب المدرسية وفرق الدعم النفسي للطلاب، ورواتبنا نحصل عليها من حكومة النظام، حيث نذوق كافة ألوان العذاب كل فترة من ذل وخوف وكأننا عالة عليهم، لتكون رحلة قبض الراتب معاناة بحد ذاتها”.
رغم الجهود التي تبذلها بعض المنظمات وبالأخص التي تعنى بالطفولة والتعليم، إلا أن سكان المناطق المحررة في الداخل السوري مازالوا يشتكون من ضعف الإمكانات والخدمات المقدمة لهم، إذ إنهم يعيشون معاناة مضاعفة كونهم يتعرضون بشكل شبه يومي لقصف الطيران ونقص الأمان فهم رغم ذلك رفضوا ترك بلادهم والبحث عن ملاذ أكثر أمنا في البلاد المجاورة.
المركز الصحفي السوري ـ سماح خالد