المركز الصحفي السوري
إبراهيم الإسماعيل 28/6/2015
شهدت الساحة السورية منذ اندلاع الأحداث في أوائل عام 2011 إلى الأن أحداث وتطورات لم يشهد لها العالم من قبل.
فقد تطورت أحداث الثورة السورية تطوراً ملحوظاً خلال الأربع سنوات ونصف،
وقد تجسد ذلك بالمعاناة الكبيرة التي عاناها الشعب السوري خلال هذه الفترة، فقد تم ممارسة أشد وأقسى أنواع المعاناة ضد السوريين وقد أصبح الشعب السوري وأرضه حقل تجارب لأسلحة النظام المتعددة وغيره من الدول الداعمة له.
ومنها الأسلحة المحرمة دولياً وقد تم توثيق استخدام النظام لهذه الأسلحة في عدد من المناطق السورية، حيث قامت قوات النظام باستخدام السلاح الكيماوي لأول مرة في الغوطة الشرقية قرب دمشق، مما خلف عدد كبير من الإصابات في صفوف المدنيين وكان أكثرهم من الأطفال.
كما استخدم النظام غاز السارين الذي يسمى “غاز الأعصاب”، واستخدم أيضا غاز الكلور السام الذي استخدمه مؤخراً في قصف قرى جبل الزاوية وإدلب شمال سوريا.
وقد خلف نظام الأسد عدد كبير من الشهداء في سوريا، والذي يقدر ب 250 ألف شهيد بينهم 17 ألف طفل و16 ألف من النساء و 20 ألف شهيد تحت التعذيب.
وقد بلغ عدد المعتقلين في سجون النظام إلى أكثر من 266 ألف معتقل وهناك أكثر من 102 ألف مفقود.
وهناك أكثر من أربع ملايين مهجر خارج سوريا و 8 ملاين نازح داخل سوريا.
وتأتي هذه الإحصائيات من قبل المنظمات الإنسانية ولجان التنسيق ومنظمات حقوق الإنسان وهذه الإحصائيات منذ شهر أيلول /سبتمبر/2014 وقد تضاعفت هذه الأعداد كثيراً إلى هذا اليوم.
وهذه الإحصائيات ليست أرقام فقط يمر عليها القراء دون اعتبار، بل هي أطفال سوريا ونساؤها ورجالها وشيوخها، ممن خلفهم النظام شهداء وجرحى ومعتقلين ومفقودين.
ومع كل هذه المعاناة الكبيرة التي حلت على الشعب السوري، ومع علم العالم بما يجري وما يحدث في سوريا بدقة فهو يسمع ويرى ويشاهد ماذا يحصل في سوريا من قتل ودمار وتهجير وتشريد، يقف هذا العالم المنافق الكاذب، عاجزاً عن الكلام وعاجزاً عن اتخاذ قرارات تحمي السوريين من أداة القتل والدمار وينهي مأسي السورين التي تلم بهم وبعائلاتهم وأطفالهم.
وقد تجسدت معاناة السورين بالقتل والدمار والتشريد والحرمان، من أبسط حقوق الحياة وكم من أب فقد ابنه وكم من ابن فقد والديه، وكم من عائلة هدم منزلها وكم وكم….
ومع كل يوم يمر في ظل الثورة السورية تزداد معاناة السورين، وتزداد عدد الضحايا في ظل صمت العالم حيال ما يحدث واستبداد النظام وبطشه المتزايد يوماً بعد يوم، دون من يوقفه عند حده، أو يمنعه من استخدام أي سلاح كان ضد السوريين.
هذه هي سوريا وهذه بعض أشكال معاناة السورين التي عجزت الكلمات وتناثرت الحروف عن وصفها، كما عجز العالم عن منعها، وكما قال أحد السوريين في ظل استمرارهم في الحياة رغم أنوف الحاقدين والظالمين ” ننتصر أو نموت”.