حض الرئيس الألماني “يواخيم جاوك”، اليوم الخميس، مواطنيه على الترحيب بمئات الآلاف من الفارين من مناطق الحروب ونبذ التوجهات العنصرية المناهضة المهاجرين.
وانتهز “جاوك” الفرصة في خطابه السنوي بمناسبة عيد الميلاد الذي ألقاه من خلال التلفزيون الرسمي للثناء على الألمان الذين قدموا المأوى والدعم لنحو 200 ألف لاجئ جديد هذا العام، وللهجوم بشكل غير مباشر على حركة جديدة مناهضة للاجئين.
وشارك أكثر من 17 ألف ألماني في أكبر تظاهرة ضد اللاجئين في ألمانيا، الإثنين، بمدينة دريسدن شرق البلاد، للاحتجاج على زيادة طالبي اللجوء والتعبير عن مزاعمهم بأن المسلمين يغزون ألمانيا.
وقال “جاوك” بعد تنظيم الحركة التي تطلق على نفسها اسم “بيغيدا” تجمعها الأسبوعي الحاشد العاشر على التوالي، “أخذ المخاوف على محمل الجد لا يعني الاستسلام لها. إذا اتسعت أعيننا من الخوف فمن الصعب العثور على إجابات. سنبدو على الأرجح صغاراً بائسين”.
يشار إلى أن “بيغيدا” كلمة مؤلفة من الحروف الأولى لكلمات “أوروبيون وطنيون مناهضون لأسلمة الغرب” باللغة الإنكليزية.
والرئيس الألماني كاهن سابق ومدافع عن حقوق الإنسان في ألمانيا الشرقية الشيوعية السابقة، ويشغل منصب الرئيس ذي المهام الشرفية والصلاحيات التنفيذية المحدودة منذ عام 2012. ونادراً ما تتناول خطب عيد الميلاد موضوعات سياسية.
وخلال الخطاب أثنى “جاوك” على جماعة في “مجديبورغ” تعتني بالأطفال الأيتام الذين وصلوا إلى ألمانيا، وأوضح التناقض بينها وبين الذين يشاركون في التجمعات الحاشدة المناهضة للهجرة. وقال: “هناك تعبير واضح عن الإنسانية في مجتمعنا يتمثل في الرغبة الكبيرة في استيعاب اللاجئين”.
وأضاف: “بالنسبة إلي، فإن استجابتنا بتعاطف للمعاناة حولنا وأن الغالبية العظمى منا لا تشترك في وجهات نظر الذين يريدون إغلاق ألمانيا، هو درس مشجع تعلمناه هذا العام”.
وقال جاوك: “نعرف أن المخاوف سترافقنا على الدوام، لكننا نعرف أيضاً أن الممارسة العملية لما نصفه بالإنسانية تجسيد مؤكد لأعظم قدرات البشر”.
وارتفع عدد طالبي اللجوء الذين وصلوا إلى ألمانيا هذا العام إلى نحو 200 ألف شخص، أي ضعف العدد المسجل عام 2013، وأربعة أمثال العدد في 2012. واستقبلت ألمانيا عدداً أكبر من أي دولة غربية أخرى.
وكان نحو 15 ألف متظاهر في ألمانيا خرجوا ضد ما سموه “طالبي اللجوء” و”أسلمة” البلاد، في مدينة دريسدن شرق ألمانيا، وسط تزايد نشاط اليمين المتطرف في البلاد، وقد استنكرت المستشارة الألمانية “أنغيلا ميركل” الاحتجاجات وحذرت الألمان من “استغلال” المتطرفين لهم.
ونظمت هذه التظاهرات التي تجري في المدينة فيما يسمى بـ”تظاهرات الإثنين” جماعة “أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب” (بيغيدا).