أعلن الجيش النظامي السوري تشكيل فيلق من «المتطوعين» لدعمه والميليشيات الموالية، في قتال فصائل معارضة وأخرى متطرفة، بالتزامن مع إقرار طهران بمقتل ألف جندي إيراني خلال دعمهم حكومة دمشق. ووجّهت موسكو أمس، انتقادات لاذعة إلى مبعوثَي الأمم المتحدة للشؤون السياسية ستيفان دي ميستورا والإنسانية يان إيغلاند، في وقت أرسل الجيش الروسي طائرات متطورة إضافية إلى القاعدة العسكرية في اللاذقية.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية عن وزير الخارجية سيرغي لافروف أمس: «الأمم المتحدة بشخص مبعوثها دي ميستورا تقوّض منذ أكثر من ستة أشهر قرار مجلس الأمن الرقم 2254 الذي يطلب تنظيم محادثات سلام شاملة بين الأطراف السورية من دون شروط مسبقة». وأضاف خلال زيارة إلى مينسك (بيلاروسيا): «ليس على الأرجح أمام المعارضين الوطنيين والحكومة السورية من خيار سوى أخذ زمام المبادرة بأنفسهم وتنظيم حوار سوري- سوري».
وفي الإطار ذاته، حمَل مصدر في الخارجية الروسية على الموفد الإنساني الدولي يان إيغلاند، وقال لوكالة «نوفوستي» إنه «يشوه الحقائق بقوله إن تنفيذ الخطة الأممية لحلب يعتمد على موسكو ودمشق».
وفي إطار الدعم الروسي للجيش النظامي السوري، أفيد أمس بأن 4 مقاتلات روسية حديثة من طراز «سو– 35 أس»، قامت في 21 تشرين الثاني (نوفمبر) برحلة من قاعدة «مارينوفكا» الجوية الواقعة في مقاطعة فولغوغراد الروسية إلى قاعدة «حميميم» الروسية في سورية، فيما أعلنت قيادة الجيش السوري تشكيل وحدة من «المتطوعين» للعمل إلى جانب بقية تشكيلات القوات المسلحة و «القوات الرديفة والحليفة لإعادة الأمن والاستقرار إلى كامل الأراضي السورية»، في إشارة الى الميليشيات الإيرانية والشيعية.
وفي موقف لافت، نقلت وكالة «تسنيم» للأنباء عن محمد علي شهيدي محلاتي رئيس «مؤسسة الشهيد» التي تقدم دعماً مالياً لأقارب مَن يلقون حتفهم خلال القتال لمصلحة إيران في المنطقة، قوله إن عدد قتلى إيران في سورية «بلغ ألفاً بعدما كان 400 سابقاً».
في جدة، دانت منظمة التعاون الإسلامي بشدة، القصف المتواصل على المدنيين في مدينة حلب السورية، الأمر الذي أدى إلى مقتل وجرح المئات من السكان المدنيين، وتفاقم الأوضاع الإنسانية المتردية في المدينة، واصفة إياه بـ «الوحشي». ودعا الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، المجتمع الدولي إلى التدخل السريع لوقف عمليات القتل والمجازر التي تتعرض لها المناطق السكنية، مشيراً إلى أن استمرار القصف على المدارس والمستشفيات يتنافى مع أبسط قيم القانون الدولي والإنساني.
في غضون ذلك، دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى «حوار صريح ومباشر مع داعمي دمشق»، معتبراً أنه «لا يمكن لزوم الصمت حيال حصار شرق حلب». وأضاف أنه «يجب عدم الاعتقاد بأن سحق المعارضين الذين ينبغي تمييزهم عن الإرهابيين سيكون حلاً لسورية».
الحياة