خورشيد دلي -صحيفة العربي الجديد
ثمّة من يرى بأن أكراد سورية لم ينخرطوا بشكل كبير في حركة الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام، منذ انطلاقتها كما كان متوقعاً، موضحا أن مصدر هذه الرؤية القناعة المسبقة بأن الأكراد سيكونون في مقدمة الثائرين على النظام، انطلاقاً ممّا تعرضوا له من ظلم وإقصاء في العقود الماضية من جهة، ومن جهة ثانية، لكونهم يمثلون كتلة بشرية قومية مختلفة تتميز بالتنظيم، فضلاً عن خصوصية منطقتهم الجغرافية المفتوحة على أبناء جلدتهم في تركيا والعراق، ولفت الكاتب إلى أنه بعد مرور نحو أربع سنوات على الأزمة السورية بات واضحا أن المكون الكردي يعيش حالة خاصة، تنطلق من الحسابات المتعلقة بالحقوق القومية، وسط هواجس تتعلق بالمستقبل، مبينا أن قوس المطالب الكردية تطور بشكل كبير، واتخذ تدريجيّاً شكل المطالبة بنوع من الحكم المحلي، إذ باتت أحزاب كردية تطرح صيغاً من نوع الفدرالية والاعتراف الدستوري بالأكراد، قومية ثانية في البلاد، على اعتبار أن العرب هم القومية الأولى، وإلغاء كلمة العربية من اسم الجمهورية العربية السورية، لتصبح الجمهورية السورية، ولمح الكاتب إلى أن هذه المطالب، وغيرها، قد أثارت جدلاً كبيراً في الشارعين الكردي والعربي معاً، بين من يرى أنه لا علاقة لهذا الطرح القومي بالدعوة إلى إسقاط النظام والانتقال إلى مرحلة سياسية جديدة في البلاد، وأن مثل هذا الطرح ربما يدفع الأمور نحو صدام عربي – كردي، وبين رؤية الشارع الكردي الذي يغلي بالشعارات القومية، ويرى أن سورية المستقبل لا يمكن أن تكون من دون تحقيق المطالب الكردية المذكورة، وخلص الكاتب إلى أن أكراد سورية باتوا يأملون في استثمار الأزمة السورية لاعتراف دستوري بوجودهم في مناطقهم، مع أن مثل هذا الخيار سيواجه، في المستقبل، استحقاق مصير الدولة السورية، ورأى أن الأكراد في ظل هذا الواقع باتوا أمام خيارين: التفاهم مع من سيحكم سورية في المستقبل على صيغة للحقوق الكردية، أو الدخول في مواجهة قد تنجم عنها تطورات دراماتيكية مأساوية، لا أحد يعرف كيف ستنتهي.