خرج اللاجئون الفلسطينيون من بلدهم مرغمين بعد أن أجبرتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي عقب النكبة على مغادرته عنوة لتكون سورية وجهة العديد منهم و ملاذا آمنا يلجؤون إليه.
حولت الحرب السورية ملاذ الفلسطينيين الآمن لدمار و تشرد ليستذكروا أيامهم المرة التي قضاها آباؤهم تحت رحمة الاحتلال، حيث أصدر مركز “الزيتونة” للدراسات والاستشارات في لبنان تقريرا عن واقع اللاجئين الفلسطينيين في سورية منذ انطلاقة الثورة وحتى نيسان الماضي.
و ذكر التقرير أن أكثر من 2820 لاجئاً فلسطينيا قتلوا في سورية نتيجة الأحداث الدائرة فيها، بالإضافة ل 272 مفقودا و 831 معتقلا، و قد بلغ عدد اللاجئين المسجلين لدى وكالة الأمم المتحدة للإغاثة” الأونروا” 650 ألف لاجئ، و 80% منهم يعيشون في دمشق و ريفها.
تعرض اللاجئون الفلسطينيون كأشقائهم السوريين لمواجهة حياة النزوح هرباً من حياة الحصار والقصف و الخوف التي فرضت عليهم في مخيماتهم، ومنها مخيم حندرات في ريف حلب، إذ تستمر معاناة سكانه في النزوح منه بعد تقدم الثوار باتجاهه، فمنهم من لجأ للمدارس و مراكز الإيواء، و منهم من نزح لمناطق النظام الذي قام بدوره بإيوائهم في الوحدات الجامعية السكنية، و طلبوا منهم مؤخرا إخلاء الوحدة التاسعة لتزداد مأساتهم و معاناتهم.
و يضم مخيم اليرموك جنوبي دمشق الشريحة الأكبر من اللاجئين في سوريا، إذ يعاني سكانه من حصار خانق منذ حوالي السنتين من قبل قوات النظام، ووثقت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية في تقرير لها تحت عنوان “حصار اليرموك لم ينته بعد” الانتهاكات التي يتعرضون لها، فلا يسمح لهم تنظيم الدولة المسيطر عليه بالدخول أو الخروج منه إلا لدواع إنسانية، بالإضافة لمنعه دخول أي مساعدات إنسانية، و نتيجة لذلك تجاوزت أعداد الضحايا 1200 ضحية بسبب الجوع و نقص الرعاية الطبية فضلا عن انتشار الأمراض و الأوبئة.
فقد بلغ عدد من بقي في المخيم أقل من 18 ألف فلسطيني، بحسب إحصاء الأونروا”، مؤكدا أن العدد “مرشح للانخفاض بسبب استمرار الحصار والمعارك العسكرية هناك”.
و قامت مجموعة العمل بإصدار تقرير في وقت سابق بعنوان “مجزرة الصور” وثقت من خلاله ضحايا التعذيب والاختفاء القسري من اللاجئين الفلسطينيين الذين تم التعرف على جثامينهم عبر الصور المسربة من أقبية المعتقلات السورية.
و شهدت قضية ضحايا التعذيب والإخفاء القسري من اللاجئين الفلسطينيين تطورا خطيرا، حيث يقبع معظمهم في سجون النظام، و شهد مطلع مارس/آذار 2015 نشر قرابة 6500 صورة مسربة لضحايا التعذيب في تلك السجون.”
معاناة مزدوجة و حياة لا استقرار فيها سواء للفلسطينيين داخل سوريا أو لمن قرر خوض تجربة اللجوء لدول أوروبا أو لدول الجوار ليفاجأوا بسياسة التمييز و العنصرية و المعاملة السيئة مما زاد من أوجاعهم و آلامهم مع غياب أي حل في القريب العاجل.
سماح خالد
المركز الصحفي السوري