منذ اندلاع الثورة السورية وسقوط أول شهيد من الشعب السوري كان بإمكان حكام الدول الكبرى الإطاحة بنظام الأسد الذي تسبب إلى الآن باستشهاد أكثر من 300 ألف سوري موثقين بالأسماء وتبقى الأرقام الحقيقة تفوق العدد المذكور بكثير.
لكن الدول الغربية المتشدقة بوجوب الحريات بكل أنواعها، والمؤمنة بأن الإنسان هو مؤشر التقدم الأساسي في البلاد ولا بد من إعطائه الحق في العيش بحرية وكرامة ملما بالواجبات المفروضة عليه لكي يكون عنصرا فعالا في المجتمع يفيد ويستفيد ، و بما أن الشعب السوري منذ استلام آل الأسد الحكم هو مهمش ومسير من قبلهم فقد قيمته الاجتماعية كإنسان اجتماعي له الحق بتحديد مصيره مع حكومة بلاده ، وبالتالي أمر طبيعي أن لا يشعر الغرب بقيمة دماء السوريين المسفوكة طالما أن رئيسها هو من أباحها ولم يدرك ماهيتها .
دخلت الثورة عامها السادس ولا جدوى من كل العمليات السياسية والحلول الاستراتيجية التي طرحها مجلس الأمن ومن قبله جامعة الدول العربية لتخليص الشعب السوري من نظام الأسد الذي أفشل كل خطة للسلام طرحت وخرقت جميع الهدن المقامة في الماضي والحاضر ، ابتداء من كوفي عنان وجنيف 1 مرورا بالإبراهيمي وجنيف 2 انتهاء بديمستورا وجنيف 3، كلها ساهمت بشكل أو بآخر في تأجيج الصراع وسنحت فرصة للنظام بكل مرة لإعادة هيكلة قواه العسكرية وشن هجوم بري أرضي وجوي أعنف مما سبقه ، تزامنا مع إطالة فترته في الحكم وسفكه المزيد من أبرياء سوريا الذين بمعظمهم أطفال ونساء قضوا جراء القصف الجوي المستمر .
وأكبر دليل على أن النظام لا يمكنه الالتزام ببنود أية هدنة هو توثيق الشبكة السورية لحقوق الإنسان ما لايقل عن 289 خرقا في ظل الهدنة المقامة بين أمريكا وروسيا حليفة النظام العلنية ، واليوم الثامن من الهدنة الأحد حصل 36 خرق للهدنة، سقط خلال أيامها 62 شهيد بفعل الغارات الجوية من طائرات النظام ومروحياته مع المقاتلات الروسية هذا غير الدمار الكبير في البنية التحتية.
والجدير بالذكر أنه من بنود الهدنة وقف إطلاق النار من قبل جميع أطراف النزاع وإيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة في سوريا .
هذا إن دل على شيء يوحي إلى أن الشعب السوري هو القادر الوحيد على إنهاء حكم الأسد في سوريا ، لذلك سميت الجمعة الفائتة “الثورة مستمرة” تأكيدا على أن الشعب الذي خرج بمظاهراته السلمية منتفضا بوجه الظلم الأسدي من غير عون أحد سيبقى مصمما على تحرير سوريا مدعوما بسلاحه الفردي ألا وهو الإصرار والعزيمة وسواعد الشباب المقاتلين بالكتائب الثورية المسلحة ضد قوات الأسد في الداخل السوري ولو حصدت الحرب أرواح المزيد فالثورة كما قال أبو محمد السبعيني: “من الممكن أن تمرض ولكنها لا تموت” وبناء على هذا استعادت المظاهرات من جديد رونقها لتجدد روح الثورة في نفوس شبابها بعد آن شن النظام وحلفائه الهجوم عليهم بشتى أنواع الاسلحه وحتى المحرمة دوليا في ظل صمت مخزي من حكام العالم
المركز الصحفي السوري – محار الحسن