هل تملك خيالاً خصباً يفوق السينما الهندية، أو تستطيع أن ترسم دائرة بثلاث أضلاع، إذا كنت كذلك فيمكنك أن تعرف من يحكي القول التالي “إنّ الأطفال أولويةٌ دائمة وحمايتهم أساس الأولويات خاصةً في الحروب”، إليك القاضية إنها “أسماء الأسد” التي لم يترك زوجها مناسبة إلا وأهدى أطفال سوريا البراميل والصواريخ، المعطرة بغاز السارين والكلور، وبين الفينة والأخرى، يتقصد أن يسقط هداياه كما “بابا نويل” فوق المدارس أو الأبنية السكنية.
إن “أسماء الأسد” كما نشر موقع ما يسمى “رئاسة الجمهورية” لمست من الطفلة الروسية ديانا نيكيتيا (14 عاماً)، الوعي الكبير، الذي تتمتع به، من خلال مبادراتها تجاه الأطفال السوريين، ورسائلها لهم، على مدى عدة سنوات، فما كان من أسماء “المرهفة الحس” التي ترعى الطفولة والأطفال إلا أن دعت “نيكيتا” الروسية الى زيارة سوريا، لتحمل معها رسائل الحب إلى الجنود الروس على الأرض السورية، وقالت أسماء أثناء لقائها مع نيكيتا “إذا كنا نقاتل اليوم لتثبيت المبادئ وحماية الحقوق والدفاع عن الأرض فلأجل الأطفال ولأجل أن يحيوا حياةً آمنةً كريمة”.
أكيد لم تنس زوجة “بشار الأسد” أطفال المخيمات في الشمال، وهي المعروفة عنها إحساسها العميق وضعفها أمام الماركات الأجنبية، لقد قالت عنهم ” أنّ هناك أطفالاً عاشوا ويعيشون في معسكرات أو مخيمات يعانون أبشع أنواع الظُّلم والاستغلال بكل أشكاله، وهذا ما لا يجب السماح باستمراره أبداً، ويجب إنقاذهم وإخراجهم من هذه المخيمات والمناطق غير الآمنة”.. لكنها للمصداقية لم تحدد إلى أين يجب إخراجهم هل الى المعتقلات أولاً، أم الى القبور مباشرة دورن المرور بإجراءات الاعتقال والتعذيب الممنهج.. وللعلم أطفال المخيمات هؤلاء يتطلعون بشوق الى الطائرات الروسية وهي تسعى جاهدة لتقديم أفخر وأحدث أنواع الصواريخ لتجريبها على الزبائن المفضلين في المخيمات.
ما يخافه أطفال المخيمات يا “سيدة ” أسماء الأسد حينما يعودون الى حضن الوطن، هو الروتين والإجراءات الإدارية المعقدة لدى النظام السوري، فربما قد لا تقبلون بطفل مبتور الأطراف، أو فاقد والديه أو أسرته كلها أو ربما لا تمنحونهم البطاقة الذكية، ليحصلوا على الخبز المقمر لدرجة السواد.. فهذا الروتين هو من يمنع أطفال المخيمات من العودة الى حضن النظام والاستمتاع بطفولة في ظل رعاية منظمة طلائع البعث وشبيبة الثورة والحزب القائد للدولة والمجتمع .
أسماء قالت شهادة للتاريخ “لو قُدّر للزمن أن يسرد حكاية الشعوب وعلاقتها مع الحق والكرامة، لنطق بما يفعله الشعبان السوري والروسي، ولكان هذا الزمن قد تحدث بلسانهما ولسان بقية الشعوب التي تنشد دائماً الاستقرار والسلام والسيادة في مواجهة الإرهاب والهيمنة والظلم”.
برأيك.. بأي حبر سيسطر التاريخ هذه المقولة ؟.
محمد مهنا- مقالة رأي
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع