صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا”، قالت إن أردوغان فقد مصداقيته أمام الكرملين، موضحة أن موسكو باتت تستصعب استمرار الوثوق بأنقرة شريكا في مسار التسوية السورية، أو في مجال التعاون الثنائي.
وأرجعت الصحيفة بوادر الأزمة الجديدة باستدعاء الخارجية التركية القائم بالأعمال الروسي في أنقرة نهاية آذار/ مارس الماضي، إلى خلفية مقتل جندي تركي في أثناء مناوبته في محيط نقطة ريحانلي على الحدود التركية–السورية.
وحينها، طلبت تركيا من روسيا إغلاق ممثلية “حزب الاتحاد الديمقراطي” (الكردي) في موسكو، حيث إن الجندي التركي قتل في أراضي الحزب الكردي.
الصحيفة الروسية قالت إنه لا يحق لأي دولة أجنبية المطالبة بإغلاق ممثلية حزب الاتحاد الديمقراطي في موسكو.
وتابعت الصحيفة بأن “أردوغان، الذي يلعب مؤخرا بنشاط دور ضحية الولايات المتحدة والغرب، اعتقد أن مقتل الجندي التركي هو فرصة مناسبة للضغط على موسكو، بهدف الحصول على امتيازات ومكاسب إضافية، سواء في المسار السوري أو في مجال العلاقات الثنائية، لا سيما أن الحكومة الروسية تسامحت كثيرا مع هذا الصديق حديث العهد، الذي بالغ كثيرا في تقمصه سمات نابليون أحيانا، وسلطان السلاطين في أحيان أخرى”.
واعتبرت الصحيفة الروسية عملية درع الفرات بـ”الغزو للأراضي السورية دون موافقة دمشق”، متابعة: “لم تكبد الجماعات الإرهابية الإسلاموية المتطرفة أضرارا وخسائر بقدر ما ألحقت وأكثر بكثير أضرارا وخسائر بالقوى المناهضة للإرهابيين، والمعنيون هنا – الكرد السوريون”.
وزعمت الصحيفة الروسية أن أردوغان غير راض؛ بسبب عدم موافقة روسيا على “بيعه” الأكراد.
وتابعت: “لهذا لجأ أردوغان إلى ابتزاز موسكو، تماما كما ابتز سابقا كلا من بروكسل، وبرلين، وباريس، وواشنطن، وعواصم أخرى”.
وتطرقت الصحيفة الروسية إلى إلغاء تركيا خدمة العبَّارات إلى شبه جزيرة القرم، وحظرت على جميع السفن الروسية، التي تنطلق من سيفاستوبل، وكيرتش، وزيالطا، وفيودوسيا ويفباتوريا، الدخول إلى الموانئ التركية.
إضافة إلى ما أسمته “إجهاض أردوغان واقعيا جولة جديدة من محادثات السلام حول سوريا في أستانة.
كما أغلق أبواب أسواق بلاده أمام استيراد القمح الروسي؛ عبر فرضه رسما إضافيا خاصا عليه”.
وأردفت الصحيفة: “كما كان متوقعا، تبين أن تركيا شريك لا يمكن الوثوق به، أو الاعتماد عليه. وليس فقط في مسألة تسوية الوضع في سوريا، بل في القضايا الأخرى من التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف، ومن الصعب القول إلى أي مدى سوف يذهب الزعيم التركي في ابتزازه السلطات الروسية. بيد أن كل شيء يعتمد على موقف موسكو، التي لا تسمح لأحد بالحديث معها بلغة الوعيد والابتزاز”.
وختمت قائلة: “إذا أخذنا بالحسبان ذلك الفاصل الزمني–الدبلوماسي الذي طال، فمن الممكن التكهن بأن الكرملين نسي تماما مصداقية أردوغان، وأن هذا يعني أن أردوغان فقد مصداقيته في أعين موسكو إلى زمن طويل هذه المرة”.