أعمال الصيانة والترميم والتنظيف في الجامع التاريخي، تتم بدقة متناهية نظرًا للأهمية الدينية والتاريخية لهذا المعْلَم الكبير.
وبحسب وكالة الأناضول اليوم السبت 22 شباط (فبراير) فإن أعمال الصيانة والترميم في الأجزاء الداخلية من الجامع الأموي مستمرة بالعاصمة السورية دمشق.
وبحسب الأناضول ففي هذا الإطار، يتم ترميم بعض أقسام الجامع، وطلاء مواضع أخرى، فضلًا عن أعمال إضاءة وتنظيف عامة، كما تمت إزالة السجاد القديم داخل الجامع، من أجل استبداله بآخر تم تصميمه وتصنيعه خصيصًا في تركيا.
وفي وقت سابق من شهر كانون الثاني (يناير) الماضي، أعلنت رئيسة بلدية غازي عنتاب التركية، فاطمة شاهين أنهم حصلوا على إذن من الحكومتين السورية والتركية لتجديد سجاد الجامع الأموي، وشكلوا لجنة مختصة بهذا الأمر، على أن يكون السجاد جاهزًا بحلول أول صلاة تراويح في رمضان المقبل.
وأشارت رئيسة بلدية غازي عنتاب الكبرى فاطمة شاهين في تصريح لها على حسابها في مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أنهم كبلدة غازي عنتاب على استعداد لصناعة سجاد المسجد الأموي، وأشارت إلى ما يلي:
“لقد تكفل صناع السجاد لدينا من غازي عنتاب، الرائدون عالميًّا في صناعة السجاد، بكامل التكلفة، وذهبنا كبلدية غازي عنتاب الكبرى وبدأنا العمل، وستكون سجادات المسجد الأموي بدمشق جاهزة لأول صلاة تراويح إن شاء الله، والحمد لله الذي من علينا بهذه الفرصة”.
الجامع الأموي المعروف أيضا باسم “جامع بني أمية الكبير” في دمشق، يعد أحد أقدم وأكبر المساجد في العالم وأحد رموز الحضارة العربية الأموية، أمر الخليفة الوليد بن عبد الملك ببنائه ، وهو رابع أشهر المساجد الإسلامية بعد الحرمين الشريفين في مكة والمدينة والمسجد الأقصى، كما أنه من أفخم المساجد الإسلامية وأحد العجائب الإسلامية في العالم.
بدأ بناء الجامع الأموي في عام 705م على يد الوليد بن عبد الملك، وقد حشد له صنّاعًا من الفرس والهنود، وأوفد إمبراطور بيزنطة مئة فنان يوناني للمشاركة في التزيين، ونال قسطًا وافرًا من المدح والوصف، ولاسيَّما من الرحالة والمؤرخين والأدباء الذين مرّوا بدمشق عبر العصور وأطروا بشكل خاص على زينة سقف المسجد وجدرانه الفسيفسائية الملونة، والرخام المستخدم في بنائه. ولكن أغلبها طُمست بناءً على فتاوى بعدم جوازها حتى أعيد اكتشافها وترميمها عام 1928، ووصفها المؤرخ فيليب حتي بأنها “تمثل الصناعة السورية الأصلية، وليس الفن اليوناني أو البيزنطي”.
كما يتميز الجامع الأموي بأنه أول مسجد يضم محرابًا وقبة، نتيجة لأسلوب البناء الذي شكل كنيسة يوحنا المعمدان سابقًا. أما مئذنته الشمالية، وهي أقدم مآذنه الثلاث، فتعود إلى عهد الوليد بن عبد الملك، كما استخدمت كمئذنة لمدينة دمشق، وفي العصور الوسطى كانت بمثابة مكان للتأمل والصلاة للمؤمنين. ومن دمشق انتشر نموذج المئذنة المربعة إلى جميع أنحاء سوريا وشمال إفريقيا والأندلس.
بعد سقوط نظام الطاغية المخلوع بشار الأسد في 8 كانون الأول (ديسمبر) 2024، أصبح الجامع الأموي من أبرز المعالم التاريخية التي يقصدها السوريون والأجانب من زوار دمشق.