تمخضت عن سنوات الحرب السورية التي تدور رحاها منذ سنوات، مظاهر مقيتة طالت جوانب الحياة، وكان التشرد أحد تلك المظاهر.
شاهد كيف يكون الأخ سبب مآسي أخوته ويسلب أملاكهم!!
تداولت صفحات فيسبوك ناشطة في مناطق سيطرة النظام يوم الخميس الفائت، صوراً لثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم بين 10 و 12 عاماً، يعيشون على أحد الأرصفة في منطقة المزة بالقرب من الأرصاد في العاصمة دمشق.
وأوضحت المصادر أن الأطفال كان قد توفي والداهم، ولم تقبل أي جمعية أو منظمة أن تساعدهم في تأمين مأوى، ويعيشون على قارعة الطريق منذ أكثر من سنتين.
هذه الظاهرة لا تقتصر على هؤلاء الأطفال، بل يعيش عشرات الأطفال حياة التشرد في شوارع دمشق وعموم المحافظات السورية الخاضعة لسيطرة النظام بلا مأوى، وسط أجواء بردٍ قارسٍ نتيجة منخفض قطبي تشهده البلاد، في ظل إهمال الأخير وتقاعسه المتعمد عن وضع حد لتلك المعاناة.
ولا توجد إحصائية دقيقة لأعداد الأطفال المشردين في شوراع دمشق، نظراً لغياب اهتمام حكومة النظام متمثلة بوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وافتقار دعم المؤسسات الحكومية أو غير الحكومية، لمراكز الأيتام وقرى الأطفال الراعية.
يعيش الأطفال ظروف معيشية وإنسانية قاسية، في ظل البرد والجوع والعطش والحاجة للباس والمأوى، فضلاً عن حرمانهم من حق التعلم، وانتهاءً بانطباع مجتمعي يغلب عليه الاستعلاء والنظر إليهم بدونية.
بيد أن البعض من الأهالي قد يشفق على هؤلاء ببعض الأغطية وقليل من الطعام، إلا أنها ليست بالسبيل الناجع لإنهاء مأساتهم المتفاقمة التي أودت بحياة الكثير منهم.
كما يواجه الأطفال مخاطر أكبر كتعرضهم للاستغلال والاغتصاب أو الاستعباد في عصابات التسول، علاوةً عن احتمالية انخراطهم في ممارسات غير قانونية كالقتل أوالسرقة أوتجارة المخدرات أو الدعارة وغيرها، ما ينذر بنشوء فئة خطيرة في المجتمع السوري سيصعب مواجهتها والتعامل معها لاحقاً.
لم يكن التشرد بالظاهرة المنتشرة في العاصمة، إلا جملة من العوامل أهمها الحرب والفقر المدقع والنزوح وانتشار البطالة، فضلاً عن حالات الطلاق وفقدان المعيل في ظروف الحرب، ساهمت بشكل كبير في تحولها لظاهرة مقلقة.
يتخذ هؤلاء الأطفال السماء الظلماء سقفاً لهم وبلاط الأزقة لحافاً لايقي برد الشتاء وقيظ الصيف، بينما ينعم النظام وثلته بحياة مرفهة رغيدة على حساب السوريين وموارد البلاد.
تقرير خبري/صباح نجم
المركز الصحفي السوري