المركز الصحفي السوري
علي الحاج أحمد 27/12/2014
قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، إن الأزمة السورية تمثّل التهديد الأكبر للأطفال في العالم.
وأوضحت ماريا كاليفيس، مديرة اليونيسيف الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في بيان، أنه “في نهاية عام 2015، ستكون حياة أكثر من 8.6 ملايين طفل قد مُزّقت بفعل العنف والتهجير القسري في المنطقة، مقارنة بسبعة ملايين طفل قبل شهر واحد فقط”.
تتعدد الكوارث التي تطاول أطفال سوريا، وعلاوة على من حصدت الحرب أرواحهم، أو أورثتهم إعاقات جسدية مستدامة، يمكن القول إن الآثار النفسية قد أصابت جيلاً بأكمله،
حدثنا أحد المدرسين الذي يدرس “عمار”11 عام في الرحلة الإبتدائية حيث قتل أبوه وإخوه في أحد الغارات لطيران النظام في ريف إدلب الجنوبي، حيث قال: كان عمار من الطلاب المتفوقين في صفه لاكن مقتل أبوه وأخوه أثر عليه بشكل سلبي، فهو يقول دائماً “سوف أتعلم وعندما أكبر سوف أنضم للثوار وأحارب بشار الذي قتل أبي وأخي”.
بالإضافة إلى ذلك مخاطر انعدام الرعاية الصحية تتفاقم، إذ لا يحصل الأطفال على لقاحاتهم على نحو منتظم، وبعضهم لم يحصل عليها نهائياً، وفي مخيمات اللجوء ووفقا “لليونيسيف” فإن 10.8 ملايين سوري بحاجة إلى دعم إنساني، من بينهم 5.8 ملايين طفل، ووفقاً للمكتب الإقليمي لدائرة المساعدات الإنسانية في المفوضية الأوروبية في عمان: فقد “تأثر حوالى 6.5 ملايين طفل بالحرب في سوريا، وهم الأكثر هشاشة”.
ومن بين القضايا المُلحة، برزت أخيراً قضية انعدام الجنسية التي تهدد عشرات آلاف الأطفال السوريين، المنظمات الدولية دقّت أخيراً ناقوس الخطر، في محاولة منها لتسليط الضوء على هذه القضية، والبحث عن حلول لها، المنشأ الأساسي لهذه الكارثة، عدم استطاعة كثير من العائلات تسجيل مواليدهم عبر وثائق رسمية، سواء في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة داخل سوريا، أو في بلدان اللجوء، ووفقاً لإدارة الحماية الدولية لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فإنّ “كثيراً من الأطفال اللاجئين السوريين لم يتمكّنوا من الحصول على الوثائق التي تُثبت كونهم مواطنين سوريين وقد يبقى هؤلاء الأطفال عديمي الجنسية، إلا إذا عُثر على حلّ لهذه المشكلة في وقت لاحق”.
تشير دراسة أجرتها المفوضية إلى أنّ 70 في المئة من الأطفال السوريين الذين وُلدوا في لبنان لا يحملون شهادة ميلاد رسمية، الأمر الذي ينطبق على معظم بلدان الجوار، ومنذ بداية الثورة عام 2011، وُلِدَ أكثر من 50,000 طفلٍ سوري في المنفى في البلدان المجاورة، وفق المصدر ذاته.
وحسب تقارير حقوقية، أسفرت الأوضاع في سورية عن مقتل 17 ألفاً و723 طفلاً في سورية، منهم 17 ألفاً و268 طفلاً قتلهم النظام، فيما بلغ عدد الأطفال المعتقلين من قِبله أكثر من 9500 طفل، فيما أكثر من 1600 طفل مختفٍ قسرياً، بالإضافة إلى إصابة ما لا يقل عن 280 ألف طفل. وقدرت التقارير أعداد النازحين من الأطفال بأكثر من 4.7 ملايين طفل داخل البلاد، إضافة إلى 2.9 مليون طفل لاجئ خارج البلاد، حُرم أكثر من 1.3 مليون منهم من التعليم.
وفقاً لأحدث إحصائية نشرتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) فإن حوالى 3 ملايين طفل نزحوا داخل سوريا، من بينهم مليون طفل باتوا خارج المدارس، إضافة إلى حوالى مليون طفل مهدد بالتسرب من المدارس بسبب انعدام الأمن، و255 ألف طفل داخل سوريا يحصلون على تعليم غير رسمي، و50 ألف طفل يتلقون دعماً نفسياً.
فأين المجتمع الدولي من هذا الذي يحصل لأطفال سوريا؟