“أتمنى لو كانت أشيائي الموجعة ورقة أمزقها وتنتهي”، هذا ما قاله أحمد الذي يبلغ من العمر 15 عاماً من مدينة حمص “حي الوعر” حيث يقع الحي غرب مدينة حمص، وهو آخر الأحياء الواقعة تحت سيطرة الفصائل المقاتلة، ويتعرض باستمرار لقصف من قبل النظام التي تحاصره بالكامل.
كان أحمد يرتاد المدرسة الإعدادية مع رفاقه طلباً للعلم، ومثله مثل الكثيرين الذين يحلمون بغد جميل ومشرق، فأحلام الطفولة لا حدود لها اندفاع ،ونشاط….وحيوية وحب للحياة.
لكن هل ترك النظام للطفولة حلماً؟؟لقد دمر النظام وحلفاؤه كل الأحلام، وجعلها ورقة ممزقة في مهب الريح غير آبه بكون هؤلاء الأطفال هم بالأصل أبناء هذا الوطن الغالي وهم من سيبنون مجتمعه، وعمد النظام لفرض حصار خانق على “حي الوعر”، مما زاد المعاناة وترك أحمد ورفاقه الدراسة نتيجة قصف المدرسة من قبل الطيران الحربي بصواريخ أعوانه الروس حيث أصبحت المدرسة تلة من الركام والأنقاض، “ضاع الحلم” وانفطرت قلوب الأطفال خزناً على مدرستهم غير أن المعاناة لم تنته، فبفرض حصار خانق بات الحي بلا دواء ولا غذاء ليكون شعار النظام “الموت أو الولاء”.
أحمد لم يصبر على رؤية إخوته الصغار يتضورون جوعاً أسرع إلى الشارع يبحث عن عمل يحصل به على بعض النقود ليساهم مع والده المسكين الذي أصبح غير قادر على تأمين “ربطة الخبز” التي بلغ ثمنها 800 ليرة، وبلغ ثمن اسطوانة الغاز 25 ألف ليرة لم يستطع ذلك الصغير إيجاد عمل “لقد كان هناك الكثير من أمثاله بحاجة ماسة للعمل ” ووفق محافظ حمص يقيم في الحي حالياً قرابة 75 ألف نسمة، مقابل ثلاثمئة ألف قبل بدء الأزمة السورية في مارس/آذار 2011لم بيق أمامهم خيار سوى الهجرة إلى مكان آخر.
وبعد اتفاق بين لجان لمسلحي المعارضة وأهالي حي الوعر على هدنة مع النظام برعاية الأمم المتحدة حيث قضت بخروج من أراد من المدنيين و المسلحين مع سلاحهم الخفيف وتسهيل عمل هيئات الإغاثة داخل الحي.
خرج أحمد مع أسرته نازحاً إلى محافظة ادلب المحررة ومعهم القليل من الحاجيات، التفت خلفه وعيناه تفيضان بالدموع، فالتهجير رغماً عنهم “وليس باليد حيلة.
لكن فرص العمل في إدلب ليست متوفرة بالقدر الذي يكفي الفرد فيها للعيش، فالأطفال يضطرون للعمل في المقالع والمخابز وصناعة الأحذية لإعالة أسرهم، مما يعرضهم لمخاطر كبيرة ويجعلهم عرضة للاستغلال.
ضاعت الأحلام الوردية أصبح السعي وراء لقمة العيش من الضروريات، فمعاناة الأطفال مثل أحمد وغيره تركت وجعا في القلب، فلا تيأسوا أيها الأطفال لأن الحرب جعلتكم تكبرون قبل أوانكم فأنتم أبناء سوريا لا تعرفون اليأس.
بيان الأحمد – المركز الصحفي السوري