الشاب غزال هلال فني معالجة فيزيائية كان مشغولا بأخذ قياسات طرف سفلي للطفل أحمد الذي بترت ساقه منذ ثلاث سنوات، ووصل حديثا إلى المخيم من مدينة منبج في ريف حلب.
هذا الطرف الصناعي يعد حلما للطفل أحمد الذي يأمل العودة إلى لعب كرة القدم، والذهاب إلى المدرسة ليتابع تعليمه.
بادرنا هلال قائلا “نحن لا نركب الأطراف فقط، بل نصنعها”، وأوضح أن المركز بدأ تصنيع الأطراف لمتضرري الحرب في سوريا منذ ثلاث سنوات.
وأشار إلى أن حاجة النازحين المحاصرين، وعدم تمكنهم من دخول تركيا مؤخرا، وغلاء الأطراف المستوردة؛ دفعته إلى البحث عن بديل محلي، وقال إنه بحث على الإنترنت وتواصل مع شركات ومنظمات إلى أن تمكن من تصنيع طرف بشكل كامل محليا، وهو أمر لم يكن متاحا في المنطقة من قبل.
وأوضح هلال أن المركز يواجه صعوبات في جلب المواد الأولية من تركيا، كما أنه يعاني ماديا لأنه يقدم الأطراف مجانا، وأشار إلى أن تكلفة كل طرف تتراوح بين 150 وثلاثمئة دولار.
وتحدث عن وجود متبرع تكفل بتقديم مبلغ بسيط يخدم كل شهر نحو 15 مصابا، غير أن قوائم الانتظار في المركز تضم أسماء مصابين بحاجة إلى أطراف قد يستمر انتظارهم ثلاثة أو أربعة أشهر.
وأكد هلال أنه في حال توفر المال الكافي سيتمكن المركز من تركيب خمسين طرفا شهريا، وسيتمكن المسؤولون من توسيع المصنع للاستجابة لكافة الطلبات.
وبيّن أن مسيري المركز يطورون خبرتهم في المجال بشكل سمح بإنتاج أطراف محلية تصل كفاءتها إلى 90٪ من كفاءة الطرف الأوروبي، كما تمكن المركز من صنع طرف علوي نصف ذكي يعمل بالبطارية، يجري العمل عليه وتطويره حاليا.
من جانبه، قال مدير المركز مصطفى نجار إن المركز نجح في تركيب أطراف لـ٤٥٠ شخصا بخبرة محلية وصناعة بدائية، كانت كفيلة بخدمة شريحة واسعة من متضرري الحرب.
وأشار إلى أن المركز يقدم خدمات إضافية للمصابين، من بينها توفير مكان للإقامة داخل المخيم للذين يأتون من أماكن بعيدة.
الجزيرة نت