كشفت منظمة “أطباء بلا حدود” أن مستشفيان تدعمهما في حلب الشرقية تعرضا لأضرار بالغة الليلة الماضية، جرَّاء قصف عشوائي على المدينة، فتوقفت جميع أنشطتهما.
وقالت المنظمة الدولية، في بيان اليوم الأربعاء، إن الغارتين اللتين أصابتا المستشفيين تسببتا بمقتل ما لا يقل عن مريضين وإصابة اثنين من الكوادر الطبية.
وأضاف البيان: “من بين ثمانية مستشفيات متبقية في حلب الشرقية، كان أربعة منها بقدرات جراحية، لم يتبق منها الآن سوى اثنين”.
ويقول رئيس بعثة “أطباء بلا حدود” في سورية، كارلوس فرانسيسكو: “وفق مصادر طبية عدة، هنالك فقط سبعة أطباء جراحين متبقين، يخدمون سكان المنطقة المقدر عددهم بـ250 ألف شخص. في وقت تتعرض فيه حلب الشرقية لحصار منذ شهر يوليو/تموز، وتعاني من أعنف قصف عشوائي منذ بداية الحرب. باختصار وبكلمات موجزة: يجب أن يتوقف هذا الأمر”.
وقالت مديرة المنظمة، جوان ليو، أمام مجلس الأمن الدولي، اليوم الأربعاء، إن “الطريقة التي تُشنّ فيها الحرب اليوم لا تعرف حدوداً. هي سباق نحو الأسوأ. فالهجوم العنيف على حلب من قبل القوات الروسية والسورية في الأيام الأخيرة، وعدم إمكانية إجلاء المرضى، والأجساد التي بقيت دون أن تدفن خير شاهد على ذلك”.
وطاول هجوم مباغت الأسبوع الماضي القافلة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري وأحد المستشفيات بالقرب من حلب.
وسردت ليو تفاصيل الهجمات التي طاولت مستشفياتها وطواقمها في سورية واليمن، “في بداية شهر أغسطس/آب، دُمِّر مستشفى عبس في غارة جوية شنّها التحالف الذي تقوده السعودية. وتوفي فيه 19 شخصاً من بينهم مرضى وعاملون صحيون، رغم مشاركة كافة إحداثيات المستشفى الذي يعمل بكامل طاقته مع كافة الأطراف المتنازعة، ومن بينها الجيش السعودي”.
“شكّل هذا القصف الهجوم الرابع على المرافق الطبية في اليمن في أقل من عام واحد، وقد تسبب هذا الهجوم بمقتل 32 شخصاً وبجرح 51 آخرين. بالنتيجة، اضطرت طواقمنا إلى الانسحاب من شمال اليمن تاركةً أعداداً هائلة من الأشخاص دون الرعاية الطبية الكافية، التي حدّ منها القصف الكثيف الذي شنّه التحالف”.
وتابعت: “في سورية لا تتوقف الهجمات أبداً. والأطباء في حلب يفصلون أجهزة التنفس الاصطناعي عن مرضاهم، لكي يحظى شخص آخر بفرصة البقاء على قيد الحياة. لكن هذه الأجهزة معدّة للحالات الأضعف. وهذا ما يجسّد الطب اليائس إلى أبعد الحدود”.
وقالت: “في اليمن وسورية على حد سواء، ينخرط 4 أعضاء من أصل الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن في هذه الهجمات، وفي عهد باتت فيه مكافحة الإرهاب تحدد شكل الحرب، تم إصدار تصريح بالقتل. ندعوكم جميعاً – مجدداً – لإبطال هذا التصريح. أبطلوه، سواء أكان أعداؤكم يتلقون الرعاية الطبية التي تهاجمونها أم لا. لأن تجاهل مبدأ عدم التحيز الطبي بات مقياساً جديداً للحرب. لكن يجب أن يكون العمل العسكري والاحتياجات الطبية متوازنة”.
“إن مهاجمة المستشفيات والعاملين الطبيين هو خط أحمر غير قابل للمناقشة، فيجب وضع القواعد لهذا الأمر بشروط واضحة وبسيطة في كافة الكتيبات الإرشادية العسكرية، وقواعد الاشتباك والإجراءات التشغيلية الموحدة”، على حد قولها.
واستطردت: “أتوجه بهذه الرسالة اليوم بعد مرور عام تقريباً على تدمير قوات الولايات المتحدة الأميركية لمستشفى منظمة أطباء بلا حدود في قندوز في أفغانستان. لا زلنا ننتظر إجراء تحقيق مستقل في مقتل 42 مريضاً وموظفاً ومقدم رعاية فيما كانوا بكل بساطة يتلقون أو يقدمون الرعاية الطبية”.
وطالبت ليو الأمين العام للأمم المتحدة أن يعيّن ممثلاً خاصاً مسؤولاً عن توثيق الهجمات على المرافق الطبية والموظفين الطبيين والمرضى والإبلاغ عنها. وختمت خطابها قائلة: “باختصار، اجعلوا قراراتكم فعالة. أوقفوا قصف المستشفيات. أوقفوا قصف العاملين الصحيين. أوقفوا قصف المرضى”.
العربي الجديد