بات عيد الأضحى المبارك بخيراته الوفيرة وأضاحيه عيدين عند السوريين من ذوي الدخل المحدود، إذ أنهم يعتمدون في موائدهم على ماتوفر من الخضار وإن دخل إليها نوع من اللحوم فيكون لحم الدجاج نظرا لانخفاض سعره مقارنة مع لحم الغنم، فينتظرون الأيام المباركة ليغنوا أطعمتهم مما يهدى إليهم من الأضاحي ليعوضوا الحرمان منها على مدار العام.
ونظرا لكثرة الجمعيات الخيرية في المناطق السورية المحررة، فقد حفل عيد الأضحى لهذا العام بالكثير من الدعم المادي لشراء الأضاحي وتوزيعها على الأسر الفقيرة والنازحة من مختلف المناطق، بالإضافة للأضاحي التي يكلف بها أهالي المغتربين خارج سوريا بذبحها في الداخل كون السوريين أحق بها من غيرهم في باقي البلدان.
لكن أزمة الكهرباء في سوريا عموما، وفي المناطق المحررة على وجه التحديد، حالت تلك الأسر من الاستفادة من الأضاحي لأيام بسبب عدم وجود كهرباء لتفريز اللحم وحفظه من التعفن ليكون في نهاية المطاف مجرد طعام للكلاب الضالة والقطط الشاردة.
أم خالد من مدينة ادلب، وهي زوجة شهيد وأم لأربعة أطفال تقول:” لم يغلق باب منزلي خلال أيام عيد الأضحى، فالخير كان وفيرا وأهل النخوة لم ينسوني من الحصص، ومن غير المعقول أن يأكل أولادي هذا الكم الكبير من اللحم خلال هذه الأيام رغم أنهم يشتهونها دوما ولا قدرة لي على شرائها، ورغم أني كنت أشتري قطعا من الثلج لحفظه بالإضافة لأربع ساعات من الكهرباء لتشغيل الثلاجة إلا أنها لم تكن كافية، واضطررت أسفة أن أرمي بعضها لتعفنها وإصدارها رائحة كريهة”.
أما أبو زاهر فقد تكلف بشراء كميات كبيرة من الثلج لحفظ حصص أضحيته ريثما يوزعها على من يستحق، إلا انه بسبب موجة الحر التي تعرضت لها المنطقة أيام العيد تغير لونها وباتت عرضة للتعفن.
تبقى مشكلة الكهرباء عائقا أمام السوريين في كافة مجالات الحياة رغم الوعود بإيجاد حل لزيادة ساعات التشغيل، إلا أنها لم ترتقي لمرحلة التنفيذ.
المركز الصحفي السوري_ سماح الخالد