“القدس العربي” ووكالات: أعلنت قناة تركية عن نيتها إنتاج مسلسل عن قصة خير الدين بربروس، أحد أشهر القادة العسكريين في البحرية العثمانية.
وقالت القناة “تي آر تي 1” إن المسلسل سيتناول انتصارات القائد الذي أطلق على فترة قيادته اسم “العصر الذهبي للبحرية العثمانية”.
وكان الممثل التركي تشاتاي أولوسوي سيقوم بدور القائد العسكري الشهير، لكن تداعيات انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19) دفعته إلى مغادرة أسرة العمل الفني بعد تغييرات في الجدول الزمني للعمل.
ويتوقع أن يجري استبداله بالممثل التركي إنجين ألتان دوزياتان، رغم عدم وجود أي تصريحات رسمية حتى الآن. ويعرف هذا الممثل بشخصية أرطغرل في المسلسل التركي الشهير “قيامة أرطغرل”، وهو الخبر الذي لاقى الكثير من الحفاوة، خصوصا بعدما التقى الممثل الشهير بمنتج المسلسل.
سيشارك في العمل نجوم أتراك شاركوا في أعمال فنية ضخمة من قبل
وجرى الإعلان عن بدء تصوير المسلسل في يوليو/تموز الجاري في حال لم يحدث أي تغيير بسبب تفشي فيروس كورونا.
والمسلسل من إخراج تايلان بيراديرلر، ومن إنتاج شركة “إي إس فيلم” التركية، التي قامت بإنتاج مسلسل “السلطان عبد الحميد الثاني”، وهو مسلسل تاريخي ضخم حقق ملايين المشاهدات في تركيا والعالم العربي. أما كاتب المسلسل فهو أحد كتاب مسلسل “وادي الذئاب” الشهير.
وستشارك أيضا في العمل النجمتان التركيتان فرح زينب عبد الله وألينا بوز في أدوار البطولة.
فيما يلي لمحة عن القائد البحري بربروس:
وُلد خير الدين بربروس باشا عام 1478، في ميديللي التي استقر فيها والده صباحي يعقوب آغا، بعد فتحه للجزيرة.
اسمه الأصلي هو خضر بن يعقوب، وقد منحه السلطان ياوز سليم، لاحقًا، اسم “خير الدين”.
ولقب الأوروبيون شقيق خير الدين الأكبر، أوروج (عروج)، بـ”باربروسا”، وذلك بسبب ميل لحيته إلى اللون الأحمر أو البرتقالي. وعند وفاة شقيقه، اتخذ خير الدين باشا الاسم نفسه الذي يقابله في اللغة العثمانية مصطلح “بربروس”.
** من تاجر إلى أمير للبحار
يعد خضر الأصغر عمرًا بين 4 أشقاء، وقد عمل تاجرًا في شبابه، متنقلًا بين مدن ميديللي، وسلانيك، وإيغري بوز.
وفي العام 1502، بدأ وشقيقه عروج بمحاولات فرض السيطرة على البحر المتوسط، حيث اكتسبا شهرة كبيرة في تلك الفترة بفضل الانتصارات التي حققاها في إسبانيا، وجنوة (جنوبي إيطاليا حاليًا)، وفرنسا.
وفي العام 1516، أرسل الشقيقان قسمًا كبيرًا من الغنائم البحرية التي استوليا عليها إلى السلطان ياوز سليم، كهدايا، ثم بدآ، بعد تلقيهما الدعم من الدولة العثمانية عقب ذلك، بفرض السيطرة على بعض الأراضي في شمال إفريقيا.
وفي هذا الإطار، أحكما السيطرة على الجزائر بين عامي 1516-1517، بعد سلسلة من المعارك ضد الغزاة الإسبان والجنويين.
لكن وبعد تحالف الإسبان مع السكان المحليين، شن والي تلمسان، الذي لجأ سابقًا إلى إسبانيا، هجومًا مضادًا على الجزائر عام 1518، قتل خلاله شقيقا خير الدين باشا، إسحق وعروج.
** انتصارات تحت راية الدولة العثمانية
بعد وفاة شقيقيه، استمر خير الدين باشا في حكم الجزائر لفترة، قبل أن يتخذ قرارًا مصيريًا، ويرسل بوفد إلى السلطان العثماني ياوز سليم، لعرض دخول الجزائر في حكم الدولة العثمانية.
ولاقى العرض قبولًا من السلطان، وأمر بصك النقود باسمه، والخطبة له في المساجد، وعيّن خير الدين باشا واليًا على البلاد.
كما أرسل السلطان العثماني إلى بربروس قوة من سلاح المدفعية وفرقة من قوات الانكشارية قوامها ألفي جندي، لتدخل بذلك الجزائر تحت حكم الدولة العثمانية، قبل أن يمنح السلطان اسم “خير الدين” باشا، لـ”الريس” خضر.
وبعد ذلك، ساهم خير الدين باشا في إنقاذ الآلاف من مسلمي الأندلس من ظلم محاكم التفتيش الإسبانية، إذ قام بنقلهم بواسطة السفن التركية إلى السواحل الإفريقية، واستقر حوالي 70 ألفًا منهم في الجزائر.
كما حقق بربروس باشا انتصارات كبيرة تحت راية الدولة العثمانية، في شمال إفريقيا، ومياه المتوسط، ضد كل من إسبانيا وجنوة وفرنسا.
وبعد وفاة السلطان ياوز سليم، استمر خير الدين بتحقيق الانتصارات البحرية تحت راية السلطان سليمان القانوني، إذ استدعاه الأخير إلى إسطنبول عام 1534، وعينه قائدًا بحريًا، لصد هجمات البحارة المسيحيين على شبه جزيرة مورا.
وبعد تحقيق الدولة العثمانية المزيد من الانتصارات في مياه المتوسط بفضل بربروس باشا، أعدت كل من الباباوية والبندقية وجنوة ومالطا وإسبانيا والبرتغال أسطولًا صليبيًا ضخمًا، بهدف مواجهة الأسطول العثماني، والتقيا في خليج أمبراسيان، في معركة بروزة البحرية، التي تعد من أكبر المعارك البحرية حتى ذلك التاريخ.
وبلغ تعداد الأسطول الصليبي في معركة بروزة، أكثر من 600 سفينة، و60 ألف جندي، في حين وصل عدد السفن العثمانية إلى 122 سفينة، وحوالي 20 ألف جندي.
وحقق خير الدين بربروس باشا في هذه المعركة انتصارًا عظيمًا، إذ دمر 128 سفينة صليبية، واستولى على 29 سفينة، من دون أن يفقد أسطوله أي سفينة، وقتل في المعركة حوالي 400 جندي عثماني.
وعقب ذلك النصر، عززت الإمبراطورية العثمانية من سيطرتها على مياه البحر المتوسط، وسعى الملك الإسباني شارلكان إلى الانتقام وشن حملة مضادة ضد الجزائر، إلا أنها باءت بالفشل.
وبناء على طلب الملك الفرنسي، فرانسوا الأول، الدعم من الدولة العثمانية خلال الحرب مع إسبانيا، كلّف السلطان سليمان القانوني خير الدين باشا، بقيادة الأسطول، والتوجه نحو السواحل الفرنسية، ليتمكن الأسطولان العثماني والفرنسي من استعادة نيس عام 1543.
وبلغت القوات البحرية العثمانية ذروة مجدها في عهد بربروس باشا، إذ ساهمت الانتصارات البحرية التي أحرزها في امتداد حدود الإمبراطورية العثمانية البرية إلى البحار.
ولعب بربروس باشا دورًا كبيرًا في تحديد السياسات البحرية العثمانية، كما أنشأ ترسانة بحرية ضخمة لبناء السفن، تعد الأهم من نوعها في تلك الفترة.
نقلا عن القدس العربي