يعاني اللاجئون السوريون في دولة الجوار لبنان ظروفاً معيشيةً قاسية، في ظل الغلاء وانتشار الفقر وغياب فرص عمل بالتزامن مع حلول شهر رمضان المبارك، وهو ما تناولته وكالة أسوشيتد برس الأمريكية يوم أمس الأحد 18 نيسان، في تقرير ترجمه المركز الصحفي السوري بتصرف.
إنه اليوم الأول من رمضان وقد كان مطبخ عائشة العبد في فوضى، استعداداً لجعل المائدة جاهزة عند الغروب، إلا أن التقليد في الاحتفال البشوش بحلول شهر رمضان المبارك حول مائدة عامرة كان خافتاً وبائساً لتلك العائلة السورية اللاجئة التي تعيش في خيمة جدرانها الخشبية تغطيها قماش مشمع.
قالت عائشة :” سيكون شهر رمضان هذا صعباً جداً، كان من المفترض أن تكون الوجبات أفضل من هذه عقب يوم صيام، كون الشخص يحتاج لتغذية أكثر لجسده. وأنا بالطبع أشعر بالهزيمة”.
يحل شهر رمضان الذي بدأ يوم الثلاثاء، فيما ازدادت حياة التشرد للاجئين السوريين قسوةً وسط الأزمات الاقتصادية التي تعصف بدولة لبنان التي تستضيفهم.
يبدو الصراع جلياً أكثر خلال الشهر المبارك، عندما يكون الصيام عادةً متبوعاً بوليمة عامرة لملأ البطون الخاوية.
قال رائد البالغ 24 عاماً وهو زوج عائشة: “الأسعار المرتفعة تقتل الناس، يمكن أن نصوم اليوم بكامله لنفطر عقبها على بصل فقط”، في إشارة منه للخيبة عقب صبر طويل.
إن لبنان الذي يؤوي أكثر من مليون لاجئ سوري، يعاني من أزمة اقتصادية فاقمتها الجائحة والانفجار الضخم الذي دمر أجزاء من العاصمة في شهر آب الماضي.
بالاستناد إلى آثار الأزمات المتفاقمة، ذكرت دراسة للأمم المتحدة بأن نسبة العائلات السورية اللاجئة التي تعيش تحت خطر الفقر الشديد، أي مايعادل تقريباً 25 دولار شهرياً لكل شخص بحسب أسعار السوق السوداء الحالية، تضخمت إلى 89٪ عام 2020، بالمقارنة مع نسبة 55٪ في العام السابق.
كما أضافت بأن أناساً أكثر لجؤوا إلى تقليل حجم وعدد الوجبات، فيما يعاني نصف العائلات السورية اللاجئة التي شملها الاستقصاء من انعدام الأمن الغذائي، بعد أن كانت النسبة 28٪ في نفس الوقت من عام 2019.
اللاجئون ليسوا وحدهم من يعانون، فالقلقلة الاقتصادية والتي هي ذروة سنوات من الفساد وسوء الإدارة، قد عصفت باللبنانين أغرقت 55٪ من الشعب اللبناني البالغ تعداده 5 ملايين نسمة في الفقر والتجارة المنهارة.
وفي ظل ندرة فرص العمل، قال رائد بأن كثير من اللبنانيين يتنافسون على أعمال البناء والسمكرة التي كانت سابقاً متروكة بشكل كبير للعمال الأجانب مثله.
وقد خسرت الأجور قيمتها في ظل تهاوي العملة المحلية، وقد بات رائد يجني ماقيمته أقل من 2 دولار بعد أن كان يجني أكثر من 13 دولار يومياً، وهو تقريباً ثمن كيلو ونصف من السكر.
وبالنسبة لعائلة الصغير، وهي أسرة لاجئة سورية في لبنان، قامت الأم التي فقدت زوجها مؤخراً لظرف صحي، بمنع طفلاتها الثلاث من رؤية صور وجبات الإفطار للآخرين، لعجزها عن تأمين ما تشتهيه بناتها من اللحم والفاكهة والدجاج، وعقب سؤالهن لها عن طعم مأكولات لم يتذوقنها من قبل.
رابط المقال
https://apnews.com/article/world-news-lebanon-coronavirus-pandemic-ramadan-financial-markets-c35d39117407076945cea9b5403980fd
ولفتت دراسة أممية نشرتها مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسف في كانون الأول الماضي، إلى أن متوسط الديون المتراكمة على الأسر السورية اللاجئة في لبنان، قد ارتفع بنسبة 18%، والسبب الرئيسي للاستدانة كان شراء الطعام بما نسبته 93%، يليه الإيجار بنسبة 48٪ والأدوية بنسبة 34%.
ويواجه اللاجئون السوريون في دولة الجوار تمييزاً عنصرياً وكراهية تجاههم من قبل بعض شرائح المجتمع المضيف، وقد وقعت العديد من حوادث الاعتداء ضدهم وضد مخيماتهم حيث جرى فيها إحراق خيمهم وطردهم.
يذكر أن لبنان تعصف به أسوأ أزمة اقتصادية مرت في تاريخ البلاد عقب الحرب الأهلية 1975 ـ 1990، وقد فاقمها انفجار مرفأ بيروت في 4 آب الماضي، والذي أودى بحياة 200 شخص وأكثر من 6000 جريح، علاوةً عن أضرار مادية هائلة في المباني ضمن دائرة الانفجار.
ترجمة صباح نجم
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع