انتشرت في الآونة الأخيرة أسواقاً إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي, تُعنى تلك الأسواق “الصفحات” ببيع السلع على اختلافها، إذ تخصصت بعض الصفحات ببيع الأدوات المستعملة على اختلاف أنواعها.. انتشرت تلك الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصاً بداية الأزمة السورية إذ ساهم في ذلك ضخامة حجم المعروض للبيع من قبل السوريون ممّن تركوا بيوتهم جراء القصف والدمار الذي لحق بها.
تعد معظم هذه الصفحات محلية فكل محافظة لها صفحتها الخاصة بها كسوق إدلب للمستعمل وسوق حلب والشام وغيرها من الصفحات وحتى القرى أنشأت لها صفحات لهذا الغرض وكما ظهرت صفحات أكثر تخصصاً كسوق إدلب الإلكتروني مثلاً فهو يعنى فقط بالسلع الإلكترونية.
تلك الصفحات والمواقع ساعدت الناس بعرض ما لديهم من جديد أو مستعمل, وفي جولة على بعض الصفحات للسلع المستعملة وغير المستعملة, نجد أن تلك الصفحات تختص بالعرض والطلب وأحياناً كثيرة تتم كامل العملية التجارية من بيع أو شراء على تلك الصفحات من خلال التعليقات, وفي بعض الأحيان تتحول العملية إلى مزاد علني يستطيع الجميع المشاركة فيه أو عملية المساومة على السعر بين المشتري والبائع, وتنتهي أحياناً بعدم الاتفاق، أو تحول التواصل بين المشتري والبائع بشكل غير علني بعيداً عن أعين متابعي المنشور وذلك من خلال تبادل أرقام الهواتف والتواصل فيما بينهم على الخاص.
عروض البيع والشراء تكون غير محدودة.. فمن عروض للسيارات المستعملة واستملاك البيوت أو استئجارها وعروض لكافة السلع الإلكترونية أو الغذائية, ومعظم تلك العروض تكون مرفقة بصورة للسلعة التي يراد بيعها أو شراؤها.
أحد الأشخاص على تلك الصفحات سمه “محمد” يطلب نوعاً ما من الحمص ويرسل الطلب مرفقاً بصورة تبين نوعية الحمص, التعليقات تأتي بعرض الأسعار الموجودة في السوق والسؤال عن الكميات المطلوب شراؤها، أحد المعلقين يكتب اسم صديق له في تعليق ربما تكون لديه البضاعة المطلوبة للتسريع بعمليه الشراء.
“خالد” يعرض سيارته للبيع مع صورتها وذكر بعض المواصفات الفنية والتقنية وأيضا السعر المبدئي, تأتي التعليقات بالسؤال عن السعر مع الفراغة فيقوم خالد بإعطاء السعر النهائي.
بعض عمليات البيع تتحول إلى “معاوضة” أي تبديل الأشياء المتساوية بالقيمة وفي أحيان كثيرة دفع الفرق إن لم تتساوَ بالقيمة.. وهو ما يعرف بالعرف السوقي “بالمداكشة”, وتأتي تلك العملية بعرض صورة لكلا السلعتين المراد “المداكشة” فيما بينهم مع توضيح بعض المعلومات الأساسية لكلا الطرفين.
“باسم” يقوم بعرض بضاعته من الألواح الشمسية بعرض صورة لمحله واختيار بعض الكلمات الجذابة يقول مثلاً “نور بيتك أشعل تلفزيونك برد ميتك بس.. بقيمة125$”
إلا أنه يؤخذ على تلك الصفحات أنها قد تكون محط سخرية من قبل بعض المتابعين للمنشورات، فالتعليقات أحياناً تأتي بصيغة السخرية من ضعاف النفوس الذين لا ينشدون الفائدة للغير، إنما هدفهم التسلية فقط وفي أحيان كثيرة يعطون معلومات مغلوطة سواء للبائع أو المشتري، هذا ما يسبب لهم إضاعة للوقت في متابعة التعليقات، كما قد تفتقر تلك الصفحات للمصداقية أيضاً في كثير من الأحيان.. إلا أنه رغم تلك السلبيات أصبحت تلك الأسواق المصغرة محط اهتمام كثيرين.
المركز الصحفي السوري – أسماء العبد