سبب تدهور الاقتصاد السوري و تدني سعر صرف الليرة السورية مقارنة بالعملات العالمية لارتفاع شاهق بالأسعار لجميع المواد بما فيها الأعلاف، مما أدى لارتفاع أسعار اللحوم و الأجبان والألبان ومشتقاتها بعد أن كانت سوريا قبل الأزمة من الدول المصدرة للمواشي و منتجاتها.
و لعل السبب الأبرز في ارتفاع أسعار الأعلاف تراجع كمية إنتاج الحبوب في المناطق الشرقية و قلة الأمطار و تعرض بعض الأراضي الزراعية للحرق و نزوح المزارعين بسبب وقوع أراضيهم في مناطق الاشتباكات، بالإضافة لتكلفة شحنها و نقلها إلى التجار و المزارعين، حيث كان سعر كيلو القمح في السابق 65 ليرة، و بلغ 90اليوم ليرة، أما الشعير كان سعرها بحدود 75 ليرة، ليصل اليوم إلى125 ليرة.
كان المزارعون سابقا يعتمدون على الخبز اليابس كمصدر رئيسي للأعلاف لكن مع تفاقم الأزمة السورية وارتفاع سعر الخبز وخصوصا في المناطق المحررة الخارجة عن سيطرة النظام تراجعت تجارتها بعد اقتصاد السوريين في شراء خبزهم و عدم إتلاف الأفران لأي منه، إذ يشتري التجار الخبز اليابس أو التالف من الأهالي بسعر 25 ليرة للكيلو الواحد و بيعه لمربي المواشي بسعر 50 ليرة .
أثر ارتفاع أسعار الأعلاف المتكرر سلبا على الثروة الحيوانية في سوريا، و بحسب تقرير صادر عن وزارة الزراعة التابعة لحكومة النظام للعام الحالي فقد تراجع حجم الثروة الحيوانية بنسبة 30% للأبقار و الأغنام والماعز، و 40% للدواجن .
و يعاني مزارعو المناطق المحررة من صعوبة تأمين الأعلاف من مناطق النظام مما دفعهم لإيجاد بدائل عنه كشراء الأرز و البرغل الذي يقدم من الإعانات للأهالي بسعر 50 ليرة لكيلو البرغل و 100 ليرة للأرز.
عزف الكثير من مربيي المواشي و الأبقار و الدواجن عن تربيتها لأنهم يجدونه عملا غير مربح، أبو محمد مزارع من ريف ادلب:” كنت أمتلك مزرعة صغيرة لتربية المواشي لكن بسبب انعدام الكهرباء في المناطق المحررة تراجع الإقبال على شرائها من قبل تجار اللحوم، بالإضافة لإصابة بعضها بالأمراض بسبب نقص الأدوية واللقاحات اللازمة لها، مما اضطرني لبيعها و العمل بمجال آخر”.
ارتفاع الأسعار طال جميع منتجات الثروة الحيوانية حيث وصل سعر كيلو لحم الغنم إلى 2700 ليرة، و كيلو لحم الدجاج إلى 850 ليرة، و لحم العجل 1500 ليرة، و 150 لكيلو الحليب، و 800 ليرة لصحن البيض.
أصبح تناول اللحوم في سوريا من الرفاهيات والكماليات حيق استغنى عنها الكثير بسبب ارتفاع ثمنها مقارنة بالدخل المتدني، وكانت اللحوم المجمدة و الدجاج التركي بديلا عنها في المناطق المحررة نظرا لانخفاض ثمنها حيث يصل سعر الكيلو منه ل 300 ليرة، مما أدى لانخفاض أعداد المداجن التي تربي الدجاج البلدي الحي.
تشكل الثروة الحيوانية دعامة اقتصادية لا يستهان بها إذ تقوم حكومة النظام بدعم المزارعين بالأعلاف بينما ينعدم الدعم في المناطق المحررة وهذا الأمر يهدد بقاءها في وقت تعجز الجهات الإدارية المسؤولة عن إيجاد حلول للحفاظ على هذه الثروة التي شارفت على الانقراض.
المركز الصحفي السوري ـ سماح خالد