عملت قوات النظام السوري عند خسارتها للمدن وانسحابها منها، على قطع كافة أشكال الحياة وسبل العيش عن تلك المناطق التي خرجت عن سيطرته فارضاً بذلك خناقاً على السكان والمواطنين.
يستعمل المواطنون السوريون أسطوانات الغاز المعبئة في منازلهم في الطهو والتدفئة وفي أعمالهم المختلفة في الأفران والمطاعم وغيرها، إلا أنه وبعد خروج قوات النظام من مناطقهم كانت تعمد تلك القوات فوراً إلى قطع كل ما يساعد الناس على الصمود.
رائد أحد سكان مدينة ادلب قال: ” بعد دخول جيش الفتح إلى مدينتنا في شهر آذار/مارس من عام 2015، قامت قوات النظام المتواجدة في حماه بإيقاف إرسال أسطوانات الغاز لنا بهدف تضييق الأحوال المعيشية علينا، كما قام بتفريغ شركة إنتاج الغاز ” الساد كوب ” الموجودة في ادلب المدينة محاولةً منه باستغلالنا وقطع الغاز عن أهالي المدينة “.
بعد خروج محافظة ادلب بشكل شبه كامل من أيدي النظام السوري وانسحابه إلى أقرب محافظة له حماه، فُرضت وجود سوق سوداء لبيع الغاز عند وصوله إلى مناطق سيطرة الفصائل الثورية، قامت تلك الأسواق باحتكار بيع الأسطوانات وتوزيعها على التجار بأسعار تتجاوز سعرها الحقيقي بعدة أضعاف ناصبين ذلك إلى صعوبة الطرق وارتفاع كلفة توصيل الأسطوانات إلى المناطق المحررة.
أما عن كيفية نقل المحروقات إلى محافظة ادلب، تقوم قوات النظام بتجميع أسطوانات الغاز في قرى قريبة من المناطق التابعة لسيطرته، حيث يقوم التجار الموجودون في المناطق المحررة بالتوجه إلى تلك المناطق ودفع رشاوي كبيرة لحواجز النظام ليسمحوا لهم بالمرور عائدين إلى مناطقهم، بحجة أن تلك المناطق حاضنة للإرهابيين على حسب زعمهم.
يبلغ سعر أسطوانة الغاز في المنطقة الواقعة تحت سيطرة قوات النظام حوالي 1700 ليرة سورية، بينما تتضاعف سعر الأسطوانة في المناطق المحررة لتصل في بعض الأحيان إلى 9000 ليرة سورية، بحجة دفع رشاوي كبيرة وصعوبة الطرق والمرور بين الحواجز النظامية، وأن المناطق التي يقومون بجلب اسطوانات الغاز منها هي مناطق اشتباكات أو مناطق معرّضة للقصف اليومي.
انتشرت في ظل تلك الأزمة وبسبب قرب محافظة ادلب من الحدود السورية التركية، ظاهرة تهريب الأسطوانات التركية وشرائها وإدخالها إلى الأراضي السورية، واستخدامها كبديل عن اسطوانات الغاز النظامية علّها تفي باحتياجات السكان قدر الإمكان.
بقيت معاناة السوريين مستمرة بعد ارتفاع أسعار اسطوانات الغاز بشكل كبير وقلة توافرها في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، فعادوا لاستخدام الوسائل البدائية في الطبخ والغسيل والتدفئة كبديل عن استخدام الغاز عند عدم توافره.
المركز الصحفي السوري – محمد الثائر