صحيفة الحياة اللندنية
أشار فيه إلى أن هناك محطتان على طريق الحوار السوري – السوري: الأولى في الأسبوع الثاني من هذا الشهر في القاهرة حيث يُفترض جمع كل أطراف المعارضة أو معظمها للتداول في تشكيل “وفد موحّد” أو “مشترك”، مضيفا أن المحطة الثانية متوقعة في الأسبوع الأخير من هذا الشهر في موسكو، حيث يُفترض أن يبدأ “الوفد الموحّد” نقاشاً حول جدول أعمال الحوار ثم ينضم وفد يمثّل النظام إلى ما بات يسمّى “مؤتمراً تشاورياً”، بمعنى أنه مفتوح وغير ملزم، لكن إذا وجد كل طرف أن الاطروحات مناسبة يمكن عندئذ تحديد بداية للحوار، وفي ضوء المعطيات الأولية، يرى الكاتب أن التحرك الروسي لمصلحة نظام الأسد، وهو لم يعلن موافقته على المشاركة في المؤتمر التشاوري إلا بعدما تعرّف الى مختلف التفاصيل، موضحا أن الأطراف الثلاثة، روسيا وإيران والنظام، لاتخفي أنها تعوّل بشكل رئيس على معارضة الداخل وقابليتها للانخراط في حوار مع النظام واستعدادها للموافقة على حلٍّ يأخذ شكلياً بالخطوط العريضة التي تطرحها، لكنه حل يهدف خصوصاً إلى تجديد “شرعية” النظام، وقد يتخذ شكل “حكومة مختلطة” يمكن أن تتولّى رئاستها شخصية معارضة لا تمانع وجود الأسد في الرئاسة، وأن يُعهد ببعض الوزارات إلى معارضين آخرين، واعتبر الكاتب أنه يُراد تهميش الائتلاف المعارض باجتذاب بعض وجوهـه والحؤول دون ترؤسه “الوفد الموحّد” للمعارضة وقيادته المفاوضات كما في جولتي جنيف أوائل 2014، ولأن مسار التفاوض سيكون طويلاً، فإن أعضاء الائتلاف المشاركين سيشعرون بأنه جرى توريطهم، منوها إلى أنهم إذا واصلوا يحترقون سياسياً وإذا انسحبوا يُتهمون بالعرقلة والتعطيل، لكن الآخرين سيتابعون التفاوض… وصولاً إلى “الحل”.