واصلت قوات حرس الحدود اليونانية منع اللاجئين والمهاجرين من عبور الحدود من الجانب التركي، في حين أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن قمة تركية أوروبية تستضيفها إسطنبول يوم 17 مارس/آذار الجاري لبحث ملف اللاجئين والتطورات الأخيرة في إدلب السورية.
وقالت وكالة الأناضول التركية الرسمية للأنباء اليوم الثلاثاء إن القوات اليونانية أقامت سواتر ترابية على الشريط الحدودي مع تركيا ونشرت جنودا مسلحين خلفها، كما بدأت مد أسلاك شائكة على أجزاء من ضفة نهر مريج الفاصل بين البلدين.
من جهة أخرى، قال مسؤولون يونانيون -في إفادة للصحفيين على الحدود- إن 963 شخصا منعوا من عبور الحدود إلى البلاد بين السادسة من صباح أمس الاثنين وحتى السادسة من صباح اليوم، وقد اعتقلت السلطات 52 منهم.
وأضاف المسؤولون أن المعتقلين بينهم مهاجرون من سوريا وأفغانستان وإيران.
في غضون ذلك، قال الرئيس التركي في حديث للصحفيين أثناء عودته بالطائرة من بروكسل “مسألة إدلب وسوريا واللاجئين تعد اختبار إرادة وقيادة للاتحاد الأوروبي أكثر من تركيا”.
وبيّن أنه سيلتقي المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء المقبل (17 مارس/آذار) في إسطنبول، وأضاف أنه إذا استطاع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الحضور فإن القمة ستكون رباعية.
وكان أردوغان غادر في وقت متأخر أمس اجتماعات في بروكسل مع قادة الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي دون إصدار بيان مشترك أو الظهور في مؤتمر صحفي مشترك “كما كان مخططا”.
مرحلة جديدة
وقال الرئيس التركي في تصريحاته اليوم “القادة الأوروبيون يقرون بأن تركيا قامت بواجباتها حيال اللاجئين، والذين تحركوا ببطء حيال هذا الأمر”. وأكد على إمكان بدء مرحلة جديدة مع الاتحاد الأوروبي، وقال إن بلاده أقدمت على خطوات كبيرة بهذا الصدد.
ودعا أردوغان اليونان لفتح أبوابها لطالبي اللجوء قائلا إنهم “لا ينوون الاستقرار في اليونان بل يعتزمون الذهاب لباقي بلدان أوروبا” ووصف تعامل اليونان مع طالبي اللجوء المحتشدين عند حدودها بأنه “جريمة”، و”سنحاسبها على ذلك”.
في السياق نفسه، قال وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو إن بلاده انتقلت إلى مرحلة جديدة من الحوار مع الاتحاد الأوروبي، لكنه أضاف أن “استمرار العلاقات بشكل حقيقي يتطلب اتخاذ خطوات”.
وأشار أوغلو إلى أن الاتفاق الذي أبرمته أنقرة مع الاتحاد الأوروبي عام 2016 بحاجة للتحديث في ضوء الأزمة الراهنة شمال سوريا. وتستضيف تركيا حوالي 3.6 ملايين لاجئ سوري، وقامت بكبح جماح اللجوء إلى أوروبا بموجب اتفاق 2016 مقابل مساعدات أوروبية بمليارات الدولارات.
وبدأ تدفق اللاجئين مجددا إلى الحدود الغربية لتركيا أملا في العبور نحو أوروبا منذ 27 فبراير/شباط الماضي، حين أعلنت تركيا أنها لن تعيق حركتهم لمغادرة أراضيها.
وأكد أردوغان أن تركيا ستبقي أبوابها مفتوحة أمام اللاجئين الراغبين بالتوجه إلى أوروبا، مشددًا على أنه لم يعد لدى بلاده طاقة لاستيعاب موجة لجوء جديدة. وكرر الرئيس التركي اليوم دعوته لليونان عضو الاتحاد الأوروبي بالسماح للمهاجرين بالدخول.
وتقول قوات الأمن اليونانية إنها منعت نحو 42 ألف شخص من دخول أراضيها منذ بدء تدفق اللاجئين بعد قرار أردوغان فتح الحدود.
وتستخدم القوات اليونانية وسائل عدة لصد اللاجئين، من رذاذ الفلفل وخراطيم المياه والغاز المسيل للدموع إلى الرصاص المطاطي والحي.
واستمرت مركبات عسكرية يونانية وقوات راجلة في القيام بدوريات على امتداد السياج الحدودي الذي يفصل معبر كاستانيي اليوناني عن موقع بازار كوله الحدودي التركي.
نقلا عن الجزيرة