منذ انطلاق الثورة السورية عندما كان الشعب السوري يخرج في مظاهرات كان شعاره سلمية، ولكن النظام السوري قابل الظاهرة هذه بالقمع والاعتقالات لكل من خرج وطالب بإسقاط النظام. وكانت شرارة الأحداث قد انطلقت من مدينة درعا، عندما كتب بعض الصبية الذين لم تتجاوز أعمارهم سن الـ16 عام ،فقام اللواء عاطف نجيب، وهو رئيس لفرع أمني، بإعطاء أوامره باعتقال الصبية، وقام بتعذيبهم وبكافة أنواع التعذيب، وكان منها قلع أظافر الأطفال، وتأتي بعدها سلسلة اعتقالات طالت المدن التي خرج فيها الشباب والأطفال والنساء والمسنون، وتنكيل وقمع وتعذيب طالت كل من قال يسقط النظام، ومن بعدها أتى النظام على قتل المتظاهرين في مناطق درعا وحمص وأحياء دمشق، وكان في مخيلة الديكتاتور الأسد أنه هكذا ينهي أزمة المطالبة برحيله، وبعدها قام بتصفية كل من قال لا نريد حزب البعث الظالم الحاكم.
ونذكر أيضًا ماذا حدث بقرية البياضة بحمص، وكيف كان شبيحة الأسد يقومون بتقييد المتظاهرين وإلقائهم على الأرض ويقومون بالدعس على رؤوسهم وأجسامهم، وهم يتفاخرون بأنهم شبيحة للأسد وكانوا يشتمونهم بكافة أنواع الإهانات وهتك العرض، وتأتي هذه الأحداث متزامنة مع توتر رأس الهرم الحاكم لسوريا.
ذلك الإنسان الذي رآه السوريون الإنسان المنفتح طيب العيون صاحب الشغف بالإنترنت، وكان لهم أمل أن يكون بمسار غير المسار الذي سلكه والده الديكتاتور حافظ الأسد، ولكن خابت آمالهم وظنهم أنه سوف يغير ديموغرافية سورية ويجعلها بعهده أقوى وذات انفتاح على العالم العربي والغربي على حد سواء، ويكون صاحب نظرية الديمقراطية للجميع وسوريا بلد الجميع، وأنه سوف يخفف عن شعبه حكم القبضة الأمنية، التي كان والده يرهب ويرعب بها الشعب السوري، وسياسة الحرمان والجوع لأبناء شعبه، ولكن من منا كان يتوقع هذا الرجل الذي تتسم فيه ملامح الإنسان العصري المنفتح يكون عميلاً بأجندة خارجية وبرنامج ذي عمالة للإيراني والروسي. والآن أصبحت سورية مرتعًا لكل قاصٍ ودانٍ.
والآن الحرب السورية دخلت عامها السابع، هذه الحرب التي يريد بشار الأسد أن بوهم المجتمع الدولي والعربي أنها إرهاب وهو يحارب الإرهاب.
فهل يوجد إرهاب أكثر من الذي يفعله هو وحلفاؤه المرتزقة، نأتي هنا على ذكر التضليل الإعلامي الذي يقوم به هذا النظام بتكذيب الحقائق وفبركة الأخبار، ويواصل عمله الدؤوب على قلب الحقائق، ومع استمرار هذه الهجمة على أبناء شعبه، ويقوم بالتهجير القصري والقتل والتعذيب والتنكيل بالمعالم الدينية من مساجد وكنائس، وهتك أعراض المواطنين وسرقة البيوت واغتصاب الحقوق وسلب المواطن السوري كرامته، ونرى بعد هذه المدة أن المعتقلات تعج بالمعتقلين، ليس السياسيين فقط، فهناك أطفال ونساء ومسنون ليس لهم علاقة بأي عمل إرهابي، فهل يعقل أن 7 مليون مهجر جميعهم إرهابيون، وحوالي 6 مليون لاجئ هم أيضًا إرهابيون، مع العلم أن المجازر التي يقترفها هذا النظام على مدار هذه السنوات لم تلق ردعًا لا من العرب ولا من الغرب، وأصبحت سورية مجرد ملعب للطائفية ومرتعًا للإيرانيين والروس، ولم يذكر التاريخ أبدًا مثل هذا الحاكم والذي فعله بشعبه الآن، الكثير من المهجرين والمعتقلين والمغيبين قسرًا ولا حياة لمن تنادي.
وتهرول حكومة بشار الأسد من جهة، والمعارضة من جهة أخرى من جنيف إلى جنيف آخر، ووصلوا إلى أستانة، وبعد هذا وهذا لا يتوانى نظام الأسد الطاغية والشبيح عن بيع أرضه للإيرانيين مقابل الكرسي، وتأتي ضربة ترامب ردًا على ضربة الأسد لخان شيخون، والسؤال لماذا لم يتحرك البيت الأبيض من قبل؟ أم هناك سيناريو خاص، أم هذه رسالة للتحاور مع روسيا، أم هذه رسالة للتفاوض مع روسيا وفرض هيمنة أمريكا على سوريا كما كان السيناريو في العراق؟
بجميع الأحوال الشعب السوري هو من يعاني في ظل هذه الحرب، ومن المستفيد؟ نسأل من جديد.
ودمتم ودام صمت المجتمعين العربي والدولي.
المصر:ساسة