وسّع الرئيس رجب طيب أردوغان ووزراؤه قائمة أعداء تركيا من خلال التصريحات النارية التي لا تقرأ حساب المستقبل.
وانضمت فرنسا إلى هذه القائمة بعد هجوم قوي من وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي سبق أن قال إن تركيا دعمت الهجوم الثلاثي على سوريا، وإن واشنطن وباريس ولندن نجحت في الفصل بين الموقفين التركي والروسي تجاه سوريا، وهو تصريح يستند إلى مواقف المسؤولين الأتراك من الأزمة.
ويرى متابعون للشأن التركي أن حكومة أردوغان لا تريد أي نقد صادر عن الداخل أو الخارج، وأن أي موقف ضد سياستها هو بالضرورة موقف معاد، لكنها ترفض الاعتراف بأن كثرة الانتقادات الموجهة إليها تعود بالأساس إلى شعبوية مواقفها وغياب الحس السياسي فيها.
ويشير المتابعون إلى أن الهجوم على ماكرون لم يكن لكونه انطلق من وقائع غير دقيقة، ولكن لأن كلامه وضع الإصبع على التناقضات التركية، فمن ناحية تسعى أنقرة باستمرار إلى مهاجمة الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه، ومن ناحية ثانية لا تريد من يشير إلى تناقض مواقفها مع سعيها لكسب ودّ روسيا الحليف الأقوى للأسد.
ولم يجد جاويش أوغلو كيف ينتقد الموقف الفرنسي فاضطر إلى تقديم رواية لا تبدو منطقية سياسيا، حين قال إن ماكرون كان يرغب بالمشاركة في القمة الثلاثية (التركية الروسية الإيرانية، التي انعقدت في 4 أبريل الجاري)، لكنه ألغى زيارته إلى أنقرة عندما رُفضت مشاركته في القمة.
وأعرب الوزير التركي عن أسفه لتفضيل العديد من الحلفاء الأوروبيين للشعبوية بعيدا عن جدية الموضوع، مضيفا “ننتظر تصريحا حول الموضوع يليق بمنصب رئيس جمهورية”.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي مشترك عقده جاويش أوغلو، الاثنين، في أنقرة مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي الناتو ينس ستولتنبرغ، الذي التقاه أردوغان مساء أمس أيضا.
وتساءل مراقبون كيف يمكن أن يتهم جاويش أوغلو الرئيس الفرنسي بالشعبوية مع أن ماكرون استند على تصريحات مسجلة، ونقلت الفضائيات والوكالات تصريحات للرئيس التركي ووزرائه، مفادها أنهم يدعمون استهداف الهجوم الغربي على مواقع سورية، ثم تراجعوا لاحقا بالقول إنهم لا يدعمون طرفي الأزمة، في مواقف تهدف بشكل واضح إلى تطويق تأثير تلك التصريحات على العلاقة مع موسكو.
المصدر:صحيفة العرب