قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلادة تتنظر أخبارا سارة من شرق البحر الأبيض المتوسط، واعتبر أنه من المثير للضحك الدفع بدولة لا تنفع نفسها لتكون في مواجهة قوة إقليمية بحجم تركيا، في إشارة إلى اليونان.
وفي كلمة ألقاها بمناسبة افتتاح موسم الصيد في ولاية غيراسون شمالي البلاد، أعلن الرئيس التركي أن بلاده تتطلع لتلقي أخبار سارة بخصوص أعمال التنقيب التي تقوم بها شرقي المتوسط.
وأكد أن اكتشاف 320 مليار متر مكعب من الغاز في البحر الأسود أظهر خصوبة ما تحت المياه، مضيفا “ننتظر أنباء سارة من بحارنا هذا العام”.
وتابع أردوغان “سفينة الريس عروج تواصل أعمال المسح والتنقيب بكل عزيمة شرق المتوسط، وآمل أن نتلقى أخبارا سارة”. وشدد على أن تركيا مصممة على الدفاع عن حقوق شعبها وحقوق القبارصة الأتراك في البحار إلى آخر مدى.
وأردف “لن نتهاون مطلقا تجاه أعمال القرصنة وقطع الطرق في بحري إيجة والمتوسط، فنحن لا نأكل حقوق أحد ولا نسمح بهضم حقوقنا”. وشدد على أنه لا يمكن لأحد أن يحبس تركيا “صاحبة أطول ساحل بالبحر المتوسط في نطاق شواطئ أنطاليا” التركية.
وأضاف “أنصح الذين يستعرضون عضلاتهم ضد تركيا بتحريض من المستعمرين القدماء أن يقرؤوا تاريخهم القريب مجددا”.
وقال الرئيس التركي إن “محاولات الدفع بدولة لا تنفع نفسها لمواجهة قوة إقليمية ودولية مثل تركيا باتت أمرا مضحكا”.
واعتبر أن محاولة حبس تركيا في نطاق سواحلها من خلال جزيرة “ميس اليونانية” التي تبلغ مساحتها 10 كيلومترات مربع فقط، أبرز تعبير عن الظلم وعدم الإنصاف.
وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن محاولات الاستيلاء على ثروات المتوسط تعد وجها جديدا من وجوه الاستعمار الحديث.
وجاءت كلمة أردوغان بعد ساعات من إعلان أنقرة تمديد عمل سفينة عروج بالبحر المتوسط حتى 12 سبتمبر/أيلول الجاري.
وقالت السلطات التركية إن سفينتها الاستكشافية ستجري الآن عمليات مسح زلزالي في منطقة المتنازع عليها مع اليونان بشرق البحر المتوسط حتى 12 سبتمبر/أيلول الجاري.
ونقلت وكالة رويترز أنه من المرجح أن تؤجج هذه الخطوة التوتر في المنطقة.
تهديد أوروبي
وفي وقت سابق، دعت المفوضية الأوروبية إلى الحوار مع تركيا، وطالبتها بالامتناع عن أي خطوات أحادية قد تؤجج التوتر في شرق المتوسط.
وحذر متحدث باسم المفوضية الأوروبية من فرض عقوبات على تركيا إذا لم يؤت الحوار معها ثماره.
وتأتي هذه التصريحات بعد أيام على اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في برلين، حيث تم بحث التوتر بين اليونان وتركيا على خلفية النزاع في شرق المتوسط.
وفي كلمة لوزيري خارجية فرنسا جان إيف لودريان وألمانيا هايكو ماس في باريس خلال اجتماع مع سفراء باريس بدول أوروبا، قال لودريان إن “الاتحاد الأوروبي مستعد للحوار، وإذا كانت الإدانة الشديدة والعقوبات ضرورية ضد تركيا فسيفعل الاتحاد ذلك”.
وأضاف “لقد حشدنا جميع السبل الدبلوماسية لتهيئة الظروف لحوار بناء أكثر مع أنقرة، فألمانيا وفرنسا متفقتان بهذا الشأن”.
بدوره، قال ماس إن دول الاتحاد الأوروبي ستحمي سيادة اليونان وقبرص الرومية العضوتين في الاتحاد، مضيفا “لا يمكننا الخروج من هذا الوضع الحرج إلا بالحوار”.
وفي السياق ذاته، أعرب ماس عن دعمه مسار الحوار بين جوزيب بوريل الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، ووزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو.
نقلا عن الجزيرة