قلل مراقبون من نجاح زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الكويت، في ظل عدم رضا خليجي عن مواقف تركيا تجاه عدة ملفات أبرزها الموقف من عاصفة الحزم في اليمن.
وأشاروا إلى أن أنقرة تبحث عن إعادة علاقاتها الاقتصادية مع دول الخليج التي تضررت في السنوات الأخيرة بسبب مواقف أردوغان، لكنها لا تقدم في مقابل ذلك أي التزام تجاه مصالح العواصم الخليجية.
وكان آخر اختبار خليجي لأردوغان هو الموقف من عاصفة الحزم، ففيما أطلق الرئيس التركي تصريحات داعمة للتدخل في اليمن، فإنه توجه إلى زيارة إيران وأعلن من هناك دعمه لحل سياسي في اليمن، وهو ما فهم خليجيا على أنه انحياز لموقف طهران وميليشيا الحوثيين المرتبطة بها.
وقال أردوغان في مؤتمر صحفي في أنقرة أمس الاثنين قبل المغادرة إلى الكويت “سنقدم بعض الصفقات للكويت تفيد البلدين وخاصة الصفقات بشأن الدفاع”.
وأضاف أن المتعاقدين الأتراك لديهم مشروعات بقيمة 1.6 مليار دولار في الكويت وأنه يريد زيادة التجارة الثنائية.
وأشار سفير تركيا لدى الكويت مراد تامير أن الزيارة ستتطرق إلى تعزيز العلاقات الثنائية “لا سيما في المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية والعسكرية”، وأن “الوضع الإقليمي المشتعل سيكون له نصيب في المشاورات الرسمية مثل الأوضاع في العراق واليمن وسوريا وليبيا”.
ويتهم خليجيون تركيا بأنها تتعامل مع بلدانهم بعقلية انتهازية وتريد أن تحصل منهم على الصفقات فقط، وأن الأمر يتغير الآن وأن دول مجلس التعاون ستقيس مستقبلا علاقاتها الاقتصادية بالمواقف السياسية.
وقامت دول عدة بسحب استثماراتها من تركيا، وبدلا من تدفق السياح، صار هناك تدفق كبير للاجئين من أزمات ساهمت القيادة التركية في تعميقها ومنع الوصول إلى حلّ فيها مثلما هو الحال مع الأزمة السورية.
وبلغ الغضب الخليجي من الموقف التركي مداه بسبب تصريحات أردوغان المتكررة ضد مصر وقيادتها السياسية في مقابل احتضان مؤتمرات ولقاءات للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين كان يتم فيها الترتيب لإثارة الفوضى في مصر.
واحترقت الأوراق التي راهن عليها الرئيس التركي ليبدو شخصية مؤثرة في المنطقة، فقد بارت بضاعة الإخوان الذين عمل على ترويضهم ومقايضة الأميركيين بورقتهم.
ولم تعد شعارات أردوغان عن غزة تغري أحدا حتى جماعة حماس، فقد انطفأ بريق تلك الشعارات ولم يحصل الغزاويون على شيء من “السلطان” الذي يلعن إسرائيل في العلن ويرفّع في نسق التعاون العسكري والاقتصادي معها في السر.
وقال المراقبون إن أردوغان يعمل ما في وسعه لتوسيط دول مثل قطر مع السعودية، متعهدا بالتخلي عن الخطاب القديم المعادي لمصر واللعب بورقة الإخوان، وإن زيارته للكويت تصب في ذات السياق، وليس مستبعدا أن يطلق تصريحات جديدة عن دعم التدخل في اليمن، أو صيغة لحل سياسي يرضي السعودية ودول التحالف العربي.
وأضاف أردوغان في تصريحاته “سنبحث القضايا الإقليمية أثناء الزيارة ومنها سوريا واليمن.. وسنبحث الخطوات التي يمكننا اتخاذها معا وخاصة بشأن اليمن”.
ولم تشارك تركيا صاحبة ثاني أكبر جيش في حلف الأطلسي بأي دور في عاصفة الحزم رغم أنها أبدت استعدادها لتقديم مساعدة في مجال الإمداد والتموين والدعم المعلوماتي.
والكويت جزء من التحالف الذي تقوده السعودية في حملة قصف جوي بدأت الشهر الماضي ضد الحوثيين الذين استولوا على مساحات كبيرة في اليمن منها العاصمة صنعاء.
العربArray