ترك برس
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الجمعة، أنّ على الجميع إدراك قوة تركيا وعلى الدول المشاركة في التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش الإرهابي، التعامل مع الأزمتين السورية والعراقية بجدية أكثر والتعاون مع تركيا للقضاء على داعش.
وجاءت تصريحات أردوغان هذه في خطاب ألقاه أمام حشد من أنصاره لدى زيارته إلى ولاية قونية وسط البلاد للمشاركة في افتتاح عدد من المشاريع الحيوية والتنمية.
وشكك أردوغان في قيام قوات التحالف الدولي بمكافحة جدية لتنظيم داعش الإرهابي قائلاُ في هذا الصدد: “هناك 63 دولة مشاركة في هذا التحالف، وهم إلى الأن لا يستطيعون القضاء على تنظيم قوامه بضعة آلاف، فهل يعقل هذا، إننا ندرك بأنّ هناك مآرب أخرى غير القضاء على داعش”.
وانتقد أردوغان الولايات المتحدة الأمريكية لدعمها وحدات حماية الشعب الكردي في سوريا بالسلاح، مبيناً أنّ هذا التنظيم إرهابي مثله مثل داعش، وأنّ على الولايات المتحدة التعاون مع أنقرة بدل التعامل مع التنظيمات الإرهابية. وعلى حلف شمال الأطلسي أن يتعاون معنا لأنّ شريكهم تركيا ونحن قادرين على حل أزمات المنطقة”.
وأكّد أردوغان أنّ تركيا لا تطمع في أراضي دولة أخرى وتعمل على الحفاظ على وحدة سوريا والعراق، منتقداً في هذا الخصوص المطالب العراقية حول انسحاب القوات التركية من معسكر بعشيقة، مبيناً أنّ قوات بلاده لم تتوجه إلى المعسكر المذكور من تلقاء نفسها، إنما بدعوة رسمية من رئيس الوزراء العراقي حيد العبادي شخصياً.
ورفض أردوغان اتهامات بعض الأطراف لتركيا بالتدخل في الشؤون الداخلية لدول الجوار، مشيراً أنّ تركيا تمتلك الحق في مكافحة المنظمات الإرهابية الناشطة في الدول الجوار والتي تهدد أمن حدودها وسلامة أراضيها.
وفيما يخص محاولة الانقلاب الفاشلة التي جرت منتصف تموز/ يوليو الماضي قال أردوغان إنّ الهدف الأساسي الكامن وراء تلك المحاولة الانقلابية كان إعاقة النهضة الحاصلة في تركيا ووفق تقدمها.
وأوضح أردوغان انّ تركيا بشعبها وحكومتها ستستمر في عملية النهضة والنمو رغم كافة المحاولات والمؤامرات، مشيراً أنّ الشعب التركي بصموده وتحديه للمؤامرات سيفشل كافة محاولات الانقلاب التي يروّج لها بعض الموالين لمنظمة الكيان الموازي الإرهابية التي نفذت المحاولة الانقلابية الفاشلة الأولى.
وأضاف أردوغان أنّ كافة المنظمات الإرهابية (بي كي كي وداعش والكيان الموازي) اتحدت في هدف واحد، وهو زعزعة الأمن والاستقرار في تركيا الحاق الضرر بنموها وازدهارها.
وعلّق أردوغان على الانتقادات التي توججها بعض الأطراف الدولية إلى تركيا بخصوص سير التحقيقات في قضية محاولة الانقلاب الفاشلة، مشيراً أنّ التحقيقات تسير وفق القوانين والدساتير وليس بدافع الانتقام.
وأردف أردوغان قائلاً: “لو تكللت محاولة الانقلاب بالنجاح، لكانت تركيا اليوم مثل سوريا والعراق ولبنان سابقاً، ولكنّا اليوم نشهد حرباً داخلية عنيفة، لذلك نقول بأنّ كفاحنا ضدّ المنظمات الإرهابية لن تنتهي قبل أن نجفف جذورهم ونقتلعهم ونطردهم من بلادنا”.
وجدد أردوغان تأكيده على أنه سيوافق على إعادة قانون الإعدام في حال وافق البرلمان التركي على تشريعه مجدداً، لافتاً أنّ أوروبا لا يحق لها أن تتفوّه بكلمة واحدة في هذا الخصوص.
وفيما يخص الشأن الداخلي والخدمات التي قدّمتها الحكومات التركية للشعب خلال السنوات الماضي قال أردوغان إنّ تركيا أنجزت تطوراً لافتاً خلال السنوات الماضية وخاصة في مجال المواصلات، ذاكراً في هذا الخصوص الجسر الثالث الذي يربط قطبي مدينة إسطنبول الأسيوية بالأوروبية وجسر عثمان غازي الذي يربط إسطنبول بمدينة إزمير ونفق أوراسيا وخط ميترو مرمراي والعديد من سكك القطارات السريعة التي تربط الولايات التركية ببعضها.
وشدد أردوغان أنّ تركيا ستستمر في إنجاز المشاريع الحيوية الضخمة، مستمدةً قوتها وعزمها من إيمان شعبها وإرادتها وتصميمها.
وحول الانتقال بالبلاد من النظام البرلماني القائم إلى النظام الرئاسي المنشود أشار أردوغان إلى وجوب مناقشة هذه المسألة في البرلمان التركي، لافتاً أنّ النظام البرلماني القائم لم يعد قادراً على مواكبة التطور الحاصل في البلاد، وأنّ الانتقال إلى النظام الرئاسي بات أمراً ضروريا لتركيا من أجل مواصلة تطورها.
كما دعا أردوغان كافة الأحزاب السياسية التي تمتلك مقاعد في البرلمان التركي إلى بذل المزيد من الجهود لصياغة دستور جديد للبلاد من أجل التخلص من الدستور الحالي الذي هو نتاج انقلابيي عام 1980.