قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الخميس، إن الولايات المتحدة أرسلت طائرتين محملتين بالسلاح إلى مدينة عين العرب (كوباني) السورية قبل ثلاثة أيام.
جاء ذلك في كلمة له ألقاها في اجتماع نظمه التجمع الثقافي التركي الأمريكي في نيويورك، وحضره ممثلو منظمات المجتمع المدني التركي في الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف أردوغان أنه سأل نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن أثناء لقائه به قبل يومين، حول علمه بشحنة الأسلحة المرسلة إلى كوباني، فأجابه بايدن بعدم علمه بذلك، موضحاً: “قال لي لا أعلم، فقلت: أنا لدي علم”.
وأشار أردوغان إلى أن الولايات المتحدة أرسلت في وقت سابق ثلاث طائرات محملة بالأسلحة أيضاً إلى كوباني، أيضاً؛ حيث ذهبت نصف تلك الأسلحة إلى يد تنظيم “داعش” الإرهابي، في حين ذهب النصف الآخر إلى تنظيم “ب ي د” الجناج السوري لمنظمة “بي كا كا” الإرهابية.
ولفت أردوغان إلى أن ما يحدث في سوريا من مأساة يجري أمام أنظار كل العالم، مستذكراً في الوقت نفسه تجنيد تنظيم داعش الإرهابي طفل يبلغ من العمر (14 عاماً) حيث نفذ هجوم في حفل زفاف في ولاية غازي عنتاب، جنوبي تركيا في 20 أغسطس/آب الماضي؛ ما أسفر عن مقتل 56 شخصاً بينهم 26 طفل وشاب، واصيب قرابة 100 آخرين بجروح.
وأكد أردوغان أن صبر تركيا نفذ مع هجوم غازي عنتاب، “وقررنا التدخل مع المعارضة المعتدلة، وتم طرد داعش من مدينة جرابلس وبلدة الراعي (جوبان باي) السوريتين” لافتا إلى قوات “درع الفرات” ستمدد نطاق عملياتها أكثر نحو الجنوب.
وجدد أردوغان التأكيد على أن بلاده ليست لديها أي مطامع في الأراضي السورية، قائلاً: “أراضينا تكفينا، نحن نريد أن يعود أخوتنا السوريين إلى بيوتهم وإلى أراضيهم، وعلى الفور وفي العيد (عيد الأضحى الماضي) بدأ سكان جرابلس بالعودة إلى مدينتهم، وبدأ سكان بلدة الراعي، والعديد من القرى أيضاً بالعودة”.
وأضاف أردوغان أن دعم الولايات المتحدة والتحالف الدولي لعملية “درع الفرات” “لا يمكن انكاره، إلا أنه غير كافي”.
وتسأئل أردوغان مستنكرا: “كيف لا يستطيع تحالف مكون من 65 دولة هزيمة داعش”، مشيراً إلى أن عدد عناصر داعش في سوريا 10 آلاف وفي العراق أيضاً 10 آلاف، وأنه اقترح على الأمريكان عدة مرات التعاون معاً لإنهاء تنظيم داعش من المنطقة، وإجباره للبحث عن جحر يختبئ فيه.
وأضاف أردوغان أن الولايات المتحدة ظنت أنها ستقضي على داعش من خلال التعاون مع تنظيمي “ب ي د” و”ي ب ك”، الإرهابيين، مؤكداً أنهم لن يتمكنوا من القضاء على داعش، لأن تلك التنظيمات إرهابية، ولا يوجد إرهاب حسن وآخر سيء.
ودعمًا لقوات “الجيش السوري الحر”، أطلقت وحدات من القوات الخاصة في الجيش التركي، بالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف الدولي، فجر 24 أغسطس/آب الماضي، حملة عسكرية في مدينة جرابلس تحت اسم “درع الفرات”، تهدف إلى تطهير المدينة والمنطقة الحدودية من المنظمات الإرهابية، وخاصة تنظيم “داعش” الذي يستهدف الدولة التركية ومواطنيها الأبرياء.
ونجحت العملية، خلال ساعات، في تحرير المدينة ومناطق مجاورة لها، كما تم لاحقاً تحرير كل الشريط الحدودي ما بين مدينتي جرابلس وإعزاز السوريتين، وبذلك لم يبقَ أي مناطق متاخمة للحدود التركية تحت سيطرة “داعش”.
الأناضول