أحياء محاصرة، جوع وفقر، تشرد و حرمان، قتل و دمار، واقع يعيشه السوريون يوميا فرض عليهم منذ خمس سنوات دون أن يأبه أحد لمعاناتهم، ليبقى النظام السوري متربعا على عرش الإرهاب بكل فخر و اعتزاز، فحول سوريا من بلد الخيرات إلى بلد شحيح متسببا بتدهور الاقتصاد و انهياره ليكون المواطن السوري المتضرر الأكبر من لعبة اتفقت فيها جميع دول العالم ضده.
” الخبز” مادة رئيسية يعتمد عليها السوريون في معيشتهم لكن مهمة تأمينها مشكلة يواجهونها كل يوم في سوريا بشكل عام وفي المناطق المحاصرة على وجه الخصوص، إذ يعاني سكان حيي ” الجورة و القصور ” في مدينة دير الزور حصارا مزدوجا من قبل تنظيم الدولة من الخارج و قوات النظام في الداخل منذ عام من نقص حاد في مادة الخبز بعد توقف أربعة أفران عن العمل نتيجة عدم تزويد النظام السوري لهم بمادة المازوت اللازم لتشغيلها.
و أكد ” جلال الحمد” مدير “مرصد العدالة من أجل الحياة ” في دير الزور أن سعر ربطة الخبز في الأفران المدعومة بالمازوت وصل إلى 100 ليرة، ولا تكاد الكمية تكفي لحاجة الأهالي مما يضطرهم لشرائها من الأفران الخاصة بسعر مضاعف و قد تصل سعر ربطة الخبز إلى 400 ليرة. و بحسب المرصد فإن قوات النظام و عناصر الدفاع الوطني عملت على استغلال المواطنين لبيعهم ربطة الخبز بسعر لا يتناسب مع إمكانياتهم فبعضهم اضطر لبيع أثاث منزله لتأمين متطلبات المعيشة الصعبة، فضلا عن احتكارهم للمحروقات ليقوموا ببيعها في السوق السوداء بأسعار مضاعفة. و دعا المرصد بعثة الأمم المتحدة إلى اتخاذ قرارات دولية لإدخال مساعدات للسكان في الحيين كما حصل في حي الوعر في حمص، و قدسيا في ريف دمشق، و ناشد المنظمات الإنسانية لإنقاذ من تبقى من الموت البطيء.
حصار خانق يعيشه سكان حيي الجورة والقصور وسط انقطاع تام للتيار الكهربائي و نقص في الإمدادات التي تصل إليهم، و أطلق ناشطون من أبناء مدينة دير الزور فعاليات و حملات إغاثية على مواقع التواصل الاجتماعي لنصرة إخوانهم المحاصرين و الذي يبلغ عددهم 250 ألف معظمهم أطفال ونساء، و من الفعاليات فريق ” صرخة من الرقة” حيث حذر من وقوع مجاعة في الحيين و دعا لبذل الجهود في سبيل عودة الأفران المتوقفة إلى العمل لسد العجز.
وجهان إرهابيان لعملة واحدة قوات النظام من جهة التي تستغل ضعفهم و قلة حيلتهم لخدمة مصالحها، حيث يعيشون بترف لم يغير عليهم الحصار شيئا، وتنظيم الدولة الذي يحاول التمدد من جهة أخرى ولا يسمح بدخول أي مساعدات ، ليعيش سكان دير الزور في مجاعة و حرمان من أبسط حقوقهم في وقت يعجز العالم عن اتخاذ أي إجراء يخفف من وطأة معاناتهم.
المركز الصحفي السوري ـ سماح خالد