عندما تم القبض على المراهق السوري “بشير أبازيد” قبل عقد من الزمان بسبب كتابات مناهضة للحكومة على جدار المدرسة، لم يتخيل قط اندلاع انتفاضة ستدمّر البلاد الآن، فهو حزين على التكلفة البشرية الفادحة بحسب ما ترجم المركز الصحفي السوري بتصرف اليوم السبت 20 آذار/مارس عن صحيفة “ميدل إيست مونيتور”.
اتمتة السجل العقاري هل ستساهم بخسارة الأملاك وتثبيت التزوير؟
قال أبازيد البالغ 25 عاماً والمقيم في تركيا الآن “حطّمت الحرب الكثير من الأشياء في حياتنا، فقد قضت على طفولتنا وفرحنا، وجعلتنا نكبر قبل عصرنا”.
أصبحت درعا مهد الانتفاضة ثمّ التمرد فيما بعد ضدّ رأس النظام “بشار الأسد” بعد أن تمّ القبض على أكثر من 20 مراهقاً كان أبازيد واحداً منهم من قبل الشرطة وتعذيبهم بسبب ما كتبوه ضدّ حكومة النّظام.
تصاعدت الاحتجاجات في الشوارع وقوبلت بنيران قاتلة من قبل قوات الأمن المدرعة في حكومة النظام مما أدى لحدوث الحرب الأهلية في جميع أنحاء البلاد، وقصف النظام لمعظم المدن بمساعدة القوات الروسية حتى استعاد السيطرة على جزء كبير منها بعد أن كان على وشك الهزيمة.
بعد سنوات من إراقة الدماء والفوضى، غادر أبازيد وأسرته في آيار/مايو 2017 درعا وشقوا طريقهم إلى تركيا حيث يعمل الآن في البناء.
لا يزال أبازيد يعاني من كوابيس لدبابات النظام وهي تتجول في أحياء درعا وأقاربه وأصدقائه الذين قتلوا برصاص قوات النظام.
فاليوم أبازيد والعشرات من سكان بلدته هم من بين ملايين اللاجئين الذين بنوا حياة جديدة في البلدان المجاورة وأوروبا مع عدم وجود أيّ نية لهم للعودة إلى سوريا في ظلّ وجود رأس النظام “الأسد” وحكومته، فمعظمهم يخشى من الاعتقال والتعذيب والقتل أو تجنيدهم قسراً في جيش النظام الذي دمّر ونهب بلداتهم.
أضاف أبازيد بأنّه حتى لو استعاد رأس النظام السيطرة على كامل سوريا فإنّ الثورة لن تنتهي ولن يحكم الأسد سوريا كما كان يفعل في السابق وأشار إلى الدول الغربية التي لم تتدخل ضدّ رأس النظام ووحشيته وقال “عتبي على من زعموا أنّهم يدافعون عن حقوق الإنسان ولكنهم خذلونا وتركونا لمصيرنا”.
محمد المعري
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع