امتازت الثورة السورية منذ انطلاقتها بخصائص ذات عمق وأفق أخلاقي عظيم الأمر الذي جعل السوريين والمراقبين أكثر تفاؤلا للرهان على حتمية نجاح الثورة بصيغة الجامعة التي تجسدت في الهتاف الثوري المشهور (واحد واحد الشعب السوري واحد ) وامتلكهم شعور التكهن اليقيني بأن الثورة في طريقها لتحقيق أهدافها المبدئية –دولة المواطنة – المصطلح الفضفاض الذي ينعش أمال المواطنين في العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص والحرية والكرامة بعد قرابة أربعة عقود من الدولة البوليسية القمعية التي صادرت حتى الهواء النقي من المواطن السوري المغلوب على أمره ,ولكن يبدو مع تزاحم وتضارب الأجندة الدولية والإقليمية في ظل تقاعس الواضح للمجتمع الدولي للقيام بواجبه الأخلاقي والإنساني تجاه معاناة السوريين أدخلت الثورة السورية في نفق جديد تتلخص في أزمة أخلاقية قد تطيح بالمبادئ العامة للثورة فيما او استمرت هذه الأزمة على نفس المنوال لفترة زمنية طويلة ,وقد يكون أيجاد بصيص ضوء في نهاية هذا النفق المرعب والمستحدث أمرا صعبا أن لم يكن مستحيلا ,
ولا سيما القبول بالأخر والتعايش والتآخي باتت عبارات شديدة الطوباوية والرومامنطيقية في ظل المستجدات الراهنة, ولعل عملية تحرير مدينة تل أبيض من قبض داعش على يد ما يسمى وحدات حماية الشعب الكردية بصورة نظرية وغير كردية بصورة عملية بهذه الصورة الدراماتيكية وما رافقته بروباغندا تتجشأ بالمفردات والشعارات في غاية العنصرية تجعلنا مضطرين على التكهن بوجود أجندات مبيتة قد تقود إلى صراع مستديم إن لم نقل إلى تقسيم سوريا بصورة نظرية في عواطف الناس فقط ,
ولا ريب اثبات كردية هذه الوحدات أو نفيه لا يضيف الى الموضوع أفقا أخرا كون الأزمة بات تستفحل في المجتمع السوري بشتى الصور وعلى شتى الأصعدة ويتردد صداها بصورة لا تقل عنفوانا من الجانب الكردي بمختلف فعالياته في أنعدام العقل كليا مع طغيان لغة المشاعر والعواطف المكبوتة والمخفية تحت ضغط الحياء من جدلية التاريخ والمصير المشترك
بلا شك النخب السورية بمختلف مسمياتها هي من ساهمت وبفعالية عالية إلى خلق الأزمة الأخلاقية الراهنة بحكم انتهاج العاطفة بديلا عن العقل, وبالتالي التسرع في إطلاق التهم والإحكام على خلفية العنصرية القومية سيدا للموقف الى اللحظة, عبر انتهاج الإنشائية التي تعج بمفردات الشتيمة والتخوين والإساءة والطعن للمبادئ الأخلاقية للحراك الثقافي الكردي والمجتمع الكردي على حد سواء مما أدت الى تفاقم حدة الصراع والهيجان العاطفي لدى الطرفين ولو بصورة نظرية محضة ولكنها ستكون حاضنة نشطة في أنتاج وتفريخ الصراعات الجانبية وخلق الأحقاد وزرع الفتنة والضغينة بين مكونات المجتمع السوري ككل ودفع المجتمع الكردي الى المزيد من حالة فقدان الثقة والتمترس العرقي, الذي هو (اي الكردي) بالأساس ذاكرته الجمعية تنام على ذاكرة مثقلة من الغبن والتهميش وهي المشاعر نفسها التي تكدست بحكم سوء تصرف النخب الكردية طيلة المراحل المنصرمة
للحيلولة دون تعميق الأزمة في دهاليز المجتمع السوري كان ينبغي على النخب العربية أعطاء حزب الاتحاد الديمقراطي خصائصه التي تليق به ,فالجهة المذكورة بالأساس تمارس القمع والبطش وتنتهك حقوق الكورد قبل الثورة وإثناء وطيلة الفترة الماضية في ظل تعامي النخب العربية السورية وكأنهم يضمرون مقولة ما يحصل شأن كردي داخلي ,فالنخب العربية ينبغي أن تتحلى بنوع من الواقعية والمصداقية فالمجتمع الكردي العريق بقيمه ومبادئه الأخلاقية التي لاتخفى على أحد تدين وتمقت مصادرة حقوق الآمنين حتى لو ألتزم الصمت نظرا لانعدام قنوات التصريح أو بحكم الإكراه والضغط والتشبيح من قبل الجهات النافذة والمتنفذة,وأظن من الإجحاف بحق الشعب الكردي أن يؤخذ بجريرة غيره كعصابات الاتحاد الديمقراطي المتحالفة مع عصابات المشايخ العربية في الجزيرة والمتحالفين مع النظام مجتمعة الأمر الذي يعد خافيا على أحد
فالكردي الذي مازال يعاتب النخب العربية على صمته حيال الجرائم التي ارتكبه نظام البعث بحق الكورد يحمل في عقله الباطن نوع من التشفي حيال غليان العاطفي للنخب العربية تجاه تجاوزات وانتهاكات ما يسمى قوات حماية الشعب وبالتالي قد يلتزم الصمت تشفيا او رعبا من الاتحاد الديمقراطي نفسه الأمر الذي يعمق حالة التشتت العاطفي للمجتمع السوري في الوقت ذاته المجتمع غنى عن معطيات جديدة تزيد من أمد الأزمة السورية ككل وتزيد من معاناة الشعب السوري ككل الشيء الذي يعقد من أزمة الأخلاق للمثقف السوري نفسه,فالالتزام الأخلاقي بمبادئ التعاطي مع معطيات الأزمات المعهودة على مر التاريخ من قبل النخب بعيدا عن التجييش العاطفي والتحشيد الأيديولوجي تصنف كواجبات أخلاقية ملزمة للمثقف بغية تخفيف معاناة الشعوب التي ترزح تحت وطأة صراع الإرادات المرافقة بانعدام الإجماع كما يحصل في سوريا اليوم وبالتحديد تل أبيض كنموذج يختزل حدة اختلال موازين الأخلاق والفضيلة ,والخيارات ستبقى مفتوحة على شتى التوقعات الممكنة والمحالة ما لم تغير النخب من حالته النفسية أو سلوكه الآني.
ولا سيما القبول بالأخر والتعايش والتآخي باتت عبارات شديدة الطوباوية والرومامنطيقية في ظل المستجدات الراهنة, ولعل عملية تحرير مدينة تل أبيض من قبض داعش على يد ما يسمى وحدات حماية الشعب الكردية بصورة نظرية وغير كردية بصورة عملية بهذه الصورة الدراماتيكية وما رافقته بروباغندا تتجشأ بالمفردات والشعارات في غاية العنصرية تجعلنا مضطرين على التكهن بوجود أجندات مبيتة قد تقود إلى صراع مستديم إن لم نقل إلى تقسيم سوريا بصورة نظرية في عواطف الناس فقط ,
ولا ريب اثبات كردية هذه الوحدات أو نفيه لا يضيف الى الموضوع أفقا أخرا كون الأزمة بات تستفحل في المجتمع السوري بشتى الصور وعلى شتى الأصعدة ويتردد صداها بصورة لا تقل عنفوانا من الجانب الكردي بمختلف فعالياته في أنعدام العقل كليا مع طغيان لغة المشاعر والعواطف المكبوتة والمخفية تحت ضغط الحياء من جدلية التاريخ والمصير المشترك
بلا شك النخب السورية بمختلف مسمياتها هي من ساهمت وبفعالية عالية إلى خلق الأزمة الأخلاقية الراهنة بحكم انتهاج العاطفة بديلا عن العقل, وبالتالي التسرع في إطلاق التهم والإحكام على خلفية العنصرية القومية سيدا للموقف الى اللحظة, عبر انتهاج الإنشائية التي تعج بمفردات الشتيمة والتخوين والإساءة والطعن للمبادئ الأخلاقية للحراك الثقافي الكردي والمجتمع الكردي على حد سواء مما أدت الى تفاقم حدة الصراع والهيجان العاطفي لدى الطرفين ولو بصورة نظرية محضة ولكنها ستكون حاضنة نشطة في أنتاج وتفريخ الصراعات الجانبية وخلق الأحقاد وزرع الفتنة والضغينة بين مكونات المجتمع السوري ككل ودفع المجتمع الكردي الى المزيد من حالة فقدان الثقة والتمترس العرقي, الذي هو (اي الكردي) بالأساس ذاكرته الجمعية تنام على ذاكرة مثقلة من الغبن والتهميش وهي المشاعر نفسها التي تكدست بحكم سوء تصرف النخب الكردية طيلة المراحل المنصرمة
للحيلولة دون تعميق الأزمة في دهاليز المجتمع السوري كان ينبغي على النخب العربية أعطاء حزب الاتحاد الديمقراطي خصائصه التي تليق به ,فالجهة المذكورة بالأساس تمارس القمع والبطش وتنتهك حقوق الكورد قبل الثورة وإثناء وطيلة الفترة الماضية في ظل تعامي النخب العربية السورية وكأنهم يضمرون مقولة ما يحصل شأن كردي داخلي ,فالنخب العربية ينبغي أن تتحلى بنوع من الواقعية والمصداقية فالمجتمع الكردي العريق بقيمه ومبادئه الأخلاقية التي لاتخفى على أحد تدين وتمقت مصادرة حقوق الآمنين حتى لو ألتزم الصمت نظرا لانعدام قنوات التصريح أو بحكم الإكراه والضغط والتشبيح من قبل الجهات النافذة والمتنفذة,وأظن من الإجحاف بحق الشعب الكردي أن يؤخذ بجريرة غيره كعصابات الاتحاد الديمقراطي المتحالفة مع عصابات المشايخ العربية في الجزيرة والمتحالفين مع النظام مجتمعة الأمر الذي يعد خافيا على أحد
فالكردي الذي مازال يعاتب النخب العربية على صمته حيال الجرائم التي ارتكبه نظام البعث بحق الكورد يحمل في عقله الباطن نوع من التشفي حيال غليان العاطفي للنخب العربية تجاه تجاوزات وانتهاكات ما يسمى قوات حماية الشعب وبالتالي قد يلتزم الصمت تشفيا او رعبا من الاتحاد الديمقراطي نفسه الأمر الذي يعمق حالة التشتت العاطفي للمجتمع السوري في الوقت ذاته المجتمع غنى عن معطيات جديدة تزيد من أمد الأزمة السورية ككل وتزيد من معاناة الشعب السوري ككل الشيء الذي يعقد من أزمة الأخلاق للمثقف السوري نفسه,فالالتزام الأخلاقي بمبادئ التعاطي مع معطيات الأزمات المعهودة على مر التاريخ من قبل النخب بعيدا عن التجييش العاطفي والتحشيد الأيديولوجي تصنف كواجبات أخلاقية ملزمة للمثقف بغية تخفيف معاناة الشعوب التي ترزح تحت وطأة صراع الإرادات المرافقة بانعدام الإجماع كما يحصل في سوريا اليوم وبالتحديد تل أبيض كنموذج يختزل حدة اختلال موازين الأخلاق والفضيلة ,والخيارات ستبقى مفتوحة على شتى التوقعات الممكنة والمحالة ما لم تغير النخب من حالته النفسية أو سلوكه الآني.
مركز الشرق العربي – د. ابراهيم رمضان الشدادي