تنضم كنائس في أرجاء متفرقة من العالم إلى أبرشية فنلندية تدق أجراسها يومياً تكريماً للمدنيين الذين أزهقت الحرب أرواحهم في مدينة حلب السورية.
وكانت أبرشية كاليو اللوثرية في هلسنكي بدأت هذه اللفتة في 12 تشرين الأول (أكتوبر) بعد تصعيد روسيا والحكومة السورية قصف الأجزاء المحاصرة الواقعة تحت سيطرة المعارضة في حلب.
وقال كاهن أبرشية كاليو تيمو لاغاسالو إنه «بعدما قرأنا الخبر يومها قررنا أن نقرع الأجراس الجنائزية في الخامسة مساء لتذكر الموت. وفي البداية طلبت من عدد قليل من الكنائس المحلية أن تنضم إلينا».
وخلال فترة قصيرة انضمت مئات الكنائس في أنحاء البلاد وأرجاء أوروبا إلى الأبرشية وأنشأت الكنيسة الفنلندية اللوثرية الأنجيلية موقعاً أطلقت عليه «أجراس حلب» لإدراج المشاركين.
وبحسب الموقع، تشارك الآن في الحدث أكثر من 500 كنيسة في 20 بلداً منها بريطانيا والولايات المتحدة وأستراليا. وستظل الأجراس تدق يومياً حتى الإثنين المقبل الذي يصادف «يوم الأمم المتحدة».
وقال لاغالسالو: «نرى جميعاً الأحداث المدمرة في حلب لكننا في نفس الوقت نشعر بأنه لا حول لنا ولا قوة نظراً لتعقد الوضع. وبالأجراس نريد أن نجعل أصواتنا مسموعة ونعطي الأمل في مستقبل أفضل».
وتقرع الكنائس في فنلندا أجراسها عادة لدى حمل جثمان إلى خارجها بعد إقامة القداس عليه. وكانت المرة الأخيرة التي قرعت كنائس البلاد كلها أجراسها في جنازة الرئيس الفنلندي أرهو كاليفا كيكونن في العام 1986.
وفي شأن متصل، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين اليوم (الجمعة) إن حصار شرق مدينة حلب السورية وقصفه يشكلان «جرائم ذات أبعاد تاريخية» أوقعت الكثير من القتلى المدنيين وتصل إلى حد جرائم الحرب.
وفي كلمة عبر فيديو إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، دعا الأمير زيد مجدداً القوى الكبرى إلى تنحية خلافاتها جانباً وإحالة الوضع في سورية إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وقال رئيس اللجنة الدولية للتحقيق في سورية باولو بينيرو، والذي ألقى كلمة خلال الجلسة الخاصة، أن اللجنة ستواصل توثيق جرائم الحرب في حلب، مناشداً حكومة الرئيس السوري بشار الأسد تقديم معلومات عن الانتهاكات.
وسعت بريطانيا إلى إدانة روسيا بسبب ضرباتها الجوية على حلب وذلك خلال جلسة خاصة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة دعت إليها لندن بهدف تشكيل لجنة تحقيق خاصة في الانتهاكات.
وقال وزير شؤون أفريقيا والشرق الأوسط في الحكومة البريطانية توبياس إلوود: «روسيا… إنك تزيدين الوضع سوءاً ولا تحلينه»، وتابع: «هذا عمل شائن لا يصدر من القيادة التي نتوقعها من عضو دائم في مجلس الأمن الدولي».
من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه يعتقد أن الغرب يريد حماية مقاتلي «جبهة فتح الشام» التي كانت تعرف من قبل باسم «جبهة النصرة» لاستخدامهم في محاولة الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.
وذكر لافروف أن متشددي «جبهة النصرة» يرفضون مغادرة مدينة حلب المحاصرة.
الحياة اللندنية