لم تحدث الاشتباكات العنيفة التي شهدتها السودان منذ أمس السبت، والتي لا تزال مستمرة حتى الآن بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع، بشكل مفاجئ، وإنما نتيجة خلافات سياسية تسببت في اندلاع هذه الأزمة.
أسباب تفجر الأزمة في السودان
وأشارت تقارير إعلامية إلى أن هناك عدة أسباب كانت هي شرارة انطلاق تلك الاشتباكات العسكرية، والتي تهدد مستقبل السودان في ظل الأزمات التي يتعرض لها البلد العربي.
وجاء الصراع العسكري ترجمة لخلاف سياسي في البلاد بسبب عدم الاتفاق على دمج قوات الدعم السريع التي يبلغ عددها 100 ألف عنصر، في الجيش السوداني.
وتكمن نقطة الخلاف الرئيسية في الشخصية التي ستقود القوة الجديدة بعد عملية الضم، ومن سيتقلد منصب القائد العام للجيش خلال فترة الاندماج التي ستمتد عدة سنوات.
وبعدما لم يتم التوصل لاتفاق بهذا الشأن بدأت قوات الدعم السريع في تحريك قواتها العسكرية بشكل فردي في أنحاء العاصمة الخرطوم، وهو ما حذر منه الجيش السوداني، مؤكدا أن ذلك سيؤدي إلى اندلاع صراع مسلح يقضي على الأخضر واليابس.
وعلى الرغم من الدعوات المتكررة من الجيش السوداني لقوات الدعم السريع بالانسحاب من الأماكن التي دخلتها منذ أيام، إلا أنها رفضت ذلك ونشبت على إثرها اشتباكات عنيفة بين الجانبين منذ يوم السبت.
وأعلن الجيش السوداني، في بيان صدر عنه اليوم الأحد، السيطرة على عدد من القواعد التابعة للدعم السريع بكامل أسلحتها.
الجيش السوداني يسيطر على قواعد عسكرية
وقال الجيش السوداني، في بيانه:” تم السيطرة على قواعد الدعم السريع في بورتسودان وكسلا والقضارف والدمازين وكوستي وكادوقلي ومعسكر كرري بشمال أم درمان”.
ونشرت صفحة القوات المسلحة السودانية على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” فيديو عن الاحتفالات بالسيطرة على مقر هيئة البث بالتلفزيون القومي.
وقالت: “احتفالات قواتكم المسلحة الباسلة من أمام مقر هيئة البث بالتلفزيون القومي التي زعمت مليشيا حميدتي السيطرة عليها”.
مقرات قوات الدعم السريع المتمردة بأم درمان
من جانبه، أعلن مكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة، البيان التالي: “القوات المسلحة سيطرت على جميع مقرات قوات الدعم السريع المتمردة بأم درمان بكامل عتادها وآلياتها وأسلحتها التي خلفها المتمردون وراءهم أثناء هروبهم من هذه المواقع”.
وقال مصدر عسكري بالجيش السوداني للجزيرة: “قصفنا معسكر الصالحة بأم درمان التابع للدعم السريع بالمدفعية الثقيلة”.
ويأتي ذلك فيما قال الجيش السوداني: “قواتنا سيطرت على جميع مقرات قوات الدعم السريع بأم درمان بكامل عتادها وآلياتها وأسلحتها”، حسبما ذكرت الجزيرة السودان”.
وفي وقت سابق، أفاد مراسل الجزيرة بأن دوي أسلحة ثقيلة هز العاصمة السودانية الخرطوم، جراء معارك اندلعت منذ ساعات الصباح الأولى بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على خلفية الخلاف السياسي المتصاعد في البلاد.
اشتباكات عنيفة بين الجانبين
وكان شهود عيان قد أفادوا في وقت سابق بأن اشتباكات عنيفة تدور بين الجانبين حول إدارة القوات الجوية جنوبي الخرطوم.
وقال المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية: “إن قوات الدعم السريع موجودة بكثافة عند مقر التلفزيون الرسمي، بينما تدور اشتباكات مسلحة بين قوات الجيش والدعم السريع في شارع الغابة بالخرطوم، إضافة إلى مناطق جنوبي العاصمة.