شهدت مخيمات النازحين بريف إدلب الغربي عودة لعدد من الأسر نحو قراهم وبلداتهم تزامنا مع الهدوء الذي تشهده مناطقهم وتوقف القصف والمعارك، إذ تعود هذه العائلات نحو بلدتي بداما والناجية وقرى الكندة ومرعند وأوبين، لأسباب عدة أبرزها الخوف من تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19).
يوقل ” سامر حسون” أحد العائدين نحو بلدة بداما لـ “بروكار برس” ؛ إن الوضع ضمن المخيمات يجعلهم يعيشون حالة من القلق والخوف الدائم فضلا عن أنه لايوجد أي إمكانية لتفادي العدوى في حال انتشرت ولا يمكنهم اتباع أساليب الوقاية كالبقاء داخل الخيمة بشكل دائم، خصوصا الأطفال بسبب ضيق المساحة والانجبار على الخروج لقضاء الحاجات فالحمامات مشتركة والمياه أيضا .
وأضاف أن العودة إلى المنزل في هذه الحالة “أفضل بكثير حتى ولو كان هناك غرف مدمرة، يمكن إصلاحها أو حتى الاستغناء عنها”، مشيرا إلى أن أغلب من غادر المخيمات لم يستغن عن خيمته وبقيت وسيعود لها، في حال حصول أي قصف أو معارك في مناطقهم.
أسباب أخرى دفعتهم للعودة
شكّل الموسم الزراعي عاملا إضافيا لرغبة الأهالي بالعودة إلى منازلهم فأغلبهم يعمل بالزراعة وهي المهنة الأساسية لسكان المنطقة وتشكل الفترة الحالية موسما للعمل والتجهيز للحصول على منتجات زراعية جيدة، لذلك عادت بعض الأسر بهدف رعاية أراضيهم على أمل جني المحاصيل الصيفية منها، في ظل استمرار الهدوء التي توصلت لها تركيا وروسيا في الخامس من الشهر الفائت.
وكذلك عادت بعض العائلات للعمل على تأهيل منازلهم، وسط مساعدات من قبل أغلب الجهات المتواجدة والعاملة في المنطقة لتعود الحياة إليها لاسيما ما تقوم به فرق الدفاع المدني من أعمال .
وتعليقا على الأمر قال الناشط ” أحمد الحاج ” لـ “بروكار برس”، إن فرق الدفاع المدني تعمل بشكل متواصل على إعادة تأهيل الشوراع ضمن هذه المدن، وتنظيف وتعقيم المرافق العامة كالجوامع والمدارس، وهي كانت تتابع وضع المدن والقرى بشكل متواصل من خلال إزالة أي دمار وفتح أي طريق يغلق، مشيرا إلى أن هناك أيضا مبادرات لتأمين المياه للأهالي العائدين وحل أمور النظافة وذلك بالتعاون بين المجلس المحلي والمنظمات العاملة في المنطقة .
يشار إلى أن قرى وبلدات الريف الغربي شهدت موجات نزوح كبيرة خلال العام الماضي نتيجة القصف الدائم الذي كانت تتعرض له وبسبب المعارك بين قوات النظام والفصائل على جبهات ريف اللاذقية المحاذي لهذه المناطق خصوصا قرية كبانة، واتجه الأهالي نحو المخيمات المتواجدة على الحدود، ليتيح لهم الهدوء الحالي مجالا للعودة .
وتشهد محافظة إدلب هدوءاً نسبياً منذ إعلان اتفاق وقف إطلاق النار في العاصمة الروسية موسكو، بين الجانبين الروسي والتركي مع التوصل إلى إنشاء منطقة ممر آمن على جانبي الطريق الدولية حلب ـ اللاذقية (M4).
ومنذ إعلان الاتفاق غاب الطيران الحربي الروسي والتابع للنظام السوري عن أجواء محافظة إدلب، واقتصرت خروقات النظام السوري على سلاح المدفعية ومحاولات تسلل على جبهات ريفي إدلب وحماة.
أخبار ذات صلة: منسقو الاستجابة: تزايد ملحوظ في عودة النازحين.
نقلا عن بروكار برس